خاتمة الكتاب
هذا الكتاب هو ثمرة خلوة علمية عكفت خلالها على قراءة الروايات التاريخية، بعيداً عن كل تأثير خارجي، فقادتني هذه الخلوة المباركة إلى حقيقة مفادها أن ما يعتقده البعض تاريخاً، هو في الحقيقة روايات كتبت بمركزيات خارجية، جعلت الأمازيغ بربراً، والغزاة فاتحين، ورجالات المقاومة المورية خوارج، والمصلحين متنبئين، هذه الروايات أصبحت بفعل التكرار بمثابة سلفية تاريخية لا يجوز التشكيك في صحتها، إن الوعي بهذه الحقيقة دفعني إلى إعادة النظر في كل ما كتب بخصوص تاريخ المغرب قديماً وحديثاً، نحن الآن في حاجة إلى قراءة جديدة للروايات التاريخية المتداولة، قراءة بمركزية وطنية تبرز فاعلية أمتنا المورية.
ولهذه الغاية قسمت الكتاب إلى ثلاثة محاور، أبرزت فيها أصالة الذات المورية، ودحضت الروايات التي كانت سبباً في جلد المغاربة لذواتهم، وأبرزت فاعلية المور من خلال استعراض محطات تاريخية، منها: غزو الأندلس، والثورة المورية المجيدة، وتأسيس إمارات مورية، وتأسيس الدولة المركزية، وبذلك فهذا الكتاب يعرض سردية جديدة غير مألوفة، سردية صادمة ستجعل القارئ يعيد التفكير في قناعاته السابقة.
هذا الكتاب هو في الحقيقة مقدمة لمشروع أوسع سيشمل كافة محطات تاريخ الأمة المورية، سيتلوه كتاب آخر بعنوان الثورة المورية المجيدة، وكتب أخرى هي الآن في طور التأليف.
عبد الخالق كلاب: أوثان السلفية التاريخية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.