المرأة القروية. بقلم محمد أكمي - مشروع حزب تامونت للحريات

 مشروع حزب تامونت للحريات

الموقع الرسمي لحزب تامونت للحريات.

أحدث المواضيع

الاثنين، 9 مارس 2020

المرأة القروية. بقلم محمد أكمي


المرأة القروية 

بقلم محمد أكمي
تينغير بتاريخ 08 مارس2020

تحتفل دول العالم اليوم الاحد 08 مارس 2020، باليوم العالمي للمرأة؛ ففي هذا اليوم يتم الاعتراف بإنجازات المرأة، حيث يكون هذا اليوم فرصة لحشد الدعم لحقوق المرأة، ودعم مشاركتها في مختلف المجالات، ولأن المرأة عضو فعال داخل أي مجتمع في العالم رغم اختلافهم الايديولوجي والثقافي والدين...

في هذا المقال سوف أسلط الضوء على المرأة القروية بهذه المناسبة باعتبارها الفئة الاكثر ضررا فى مجتمعنا الحالي، وسوف أبين دورها فى النظام القروى، والويلات التي تعانى منها؛ وإلقاء بعض الحلول من اجل الإصلاح فى ظل الاوضاع الراهنة، بعيداً عن الندوات والاحتفالات التي تبقى رمزية خالية من التجسيد...
يقال المرأة نصف المجتمع و قيل أنهن شقائق الرجال ،لكن لا أحد اعترف او قال أنه لا تنمية بدون المرأة.

نعم لا تنمية دون الاعتراف بجميل المرأة القروية المكافحة المساهمة...، والنهوض باوضاعها وإشراكها في الشأن الداخلي و الخارجي باعتبارها نصفا لا غنى عنه، لا أحد طبعا فكر ولا خطر بباله تفعيل البرامج التنموية الهادفة التي سنتها الدولة تجاه المرأة التي غالبا تأتى من المواثيق الدولية، والمنتظم الدولي الذي يدافع عن المرأة والإنسان بصفة عامة مند عقود وتضع إستراتيجيات للنهوض بالمرأة عبر معاهدات تلتزم كل دولة ببنودها بمجرد التوقيع عليها؛ وتأخذ منح وهبات على هذا الشأن كمحاربة العنف ضد المرأة، هذه البرامج كما نعلم رغم تخصيص الدولة ميزانية لها لكن دون النجاح فى تجسيدها الواقعي، نعي جيدا ضعف الاستفادة من التكوين و الإرشاد بالقرى مقارنة بالمدن بكل المقاييس فلا يخفى ذلك علي احد. فمثلا المرأة القروية تعانى من صعوبة التنقل وإتمام الدراسة وبسطت الأمية سيطرتها وقلة التجربة في التعامل مع الجهات الرسمية أي الإدارات العامة للدولة والتعامل معها وتجد المرأة القروية تتوجس خيفة بمجرد الاقتراب إليها لذلك تهضم حقوقهن بسبب الجهل، لذلك يجب تنظيم حملات تحسيسية حول هذه المواضيع وتشجيع وخلق الجمعيات النسائية للقيام بمثل هذه النشاطات والتي تتمثل فى إنعقاد دورات تكوينية، هذا من جانب، فكذلك لم تسلم المرأة من شر أبنائها ولا من تجذر الفكر الذكوري القائل بأن وظيفة المرأة القروية هي الزواج المبكر لتجنب العنوسة والبقاء في الحريم ومنعها من العمل، وهذه من أكبر الإهانات التي تتعرض لها، مشكل اخر هو انجاب الأطفال بشكل تغيب معه أدنى شروط السلامة الصحية نظرا للنقص الحاد في البنى التحتية أولها مستشفيات القرب وعدم توفيرها على الأجهزة والمعدات الطبية (في هذه الحالة يضطر الشخص إلى نقل زوجته في سيارة إسعاف إلي مستشفى إقليمي يبعد مئات الكيلومترات مما يؤدى في غالب الأحيان إلي فقدان الحياة في الطريق الذي لايوجد اصلا)، تعرف المرأة القروية ايضا بقيامها بالأعمال الخارجية والمنزلية؛ سياسة محلية ضعيفة لطالما كرست اقصاء المرأة في تفعيل مسلسل التنمية القروية هذا اذا ما علمنا بأنها تعتبر الفاعل الأساسي في توفير الأرضية الملائمة لقيامها بالنظر لتحمل المرأة القروية لمعظم الأشغال المرتبطة بقيام منظومة التنمية القروية، إدا لم نقل كلها، الأمر الذي نستشفه من خلال الأدوار المسندة لها والمتجلية أساسا في جمع المياه واستخدامها وإدارتها لتلبية احتياجات الأسرة. جلب حطب الوقود، بحيث تعد من المهام الشاقة المكلفة من ناحية الوقت والعبء، الاعتناء بالماشية وجلب العلف لها عبر جنيها فى الحقول والخلاء وقت الشتاء، بعض العائلات تعتمد علي جني ونقل وتخزين وتحويل وتجهيز الثمار إلى مواد صالحة للتسويق قصد ذر بعض المداخيل للأسرة او الاستهلاك أيضا، وهذا غالبا يسند إلى المراة فى العالم القروي، وما نقوله عشناه بإعتبار القرية ملادنا وتقاسمنا مع أمهاتنا كل هذه المشقة، دون ان ننسى تربية الأطفال والاعتناء بهم والأشغال المنزلية كالطبخ...

من هذا المنطلق يتبين لنا بأن المرأة القروية المغربية تشكل أداة فاعلة في تحقيق مسلسل التنمية الاقتصادية بشقيها الوطني والمحلي او يمكن في حالة تحسين هذه الأوضاع ان تكون كذلك او اكثر، الا أن وضعيتها غير مطمئنة فى ظل هذا الكم الهائل من الأعباء الشاقة المنوطة بها ومع ذلك تجدها صبورة ومبتسمة طوال الوقت تأمل للأفضل في المستقبل، والامل عالق على اكتاف أبنائها الدين يعطون لها ضوء الامل ومن أجلهم تتحمل كل هذه المأساة، وربما يحدثون تغيرا يخلصها من هذه الحيف والظلم، وكرسالة موجهة إلى الشباب يجب علينا كأبناء القرى ان نلقى حلا لهذه المعضلة وننقد أمهاتنا وأخواتنا وزوجتنا ودمجهن لمواكبة الحداثة، لكن لن يكون هذا إلا بالدراسة والمثابرة كفرد، وجلب استثمارات وإنشاء مقاولات صغيرة للمنطقة قصد تحقيق التنمية المستدامة والرفع من الدخل الفردي، وإنشاء تعاونيات وجمعيات شبابية للضغط على الحكومة لتنزيل البرنامج التنموي الجديد إلى ارضية الواقع والذي كسرت به أداننا، وليس الصراخ وإلقاء اللؤم على بعضنا البعض وننتظر من الدولة ان تقوم بكل شيء، وهذا لن يكون إلا بالصبر والتضحية ببعض الوقت لان هذا الجانب لا زال يتميز بمجموعة من النقائص التي وجب العمل عليها...، يجب ان نعترف بقداسة المرأة ونجعلها بمكانها الصحيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.