اعادة التربية ...!!
بقلم عمر إفضن_ أيت باعمران
عم إفضن
اثار تصريح الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار
السيد عزيز اخنوش، ردود أفعال غاضبة من جراء تصريحه بإيطاليا أن المغاربة يجب أن
تعاد لهم التربية، وهو ما جعل مفهوم التربية الذي هو من اختصاص علم النفس يخضع
للتأويل، بل كان مناسبة لخصومه السياسيين للبروز من جديد ومطالبة الدباب
الالكتروني بمقاطعة شركاته بالمغرب.
ردا عن هذا التصريح، ولفهم سر هذه الضجة وتبعاتها
السياسية، لابد من الادلاء ببعض الملاحظات المفيدة لفهم واقع الحزب على غرار احزاب
تم فبركتها لحسابات سياسية محظة ولعب دور أرنب السباق
على غرار احزاب الحركة الشعبية وحزب الاستقلال و آخرها حزب الأصالة والمعاصرة...
ومن هذه الملاحظات:
أولا:
تصريح عزيز اخنوش الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، كان ممنهجا، لاعتبارات
تتمثل في موقع إلقاء الخطاب، فهي دولة عرفت باحتضان نشطاء طالبوا اللجوء السياسي
مند احداث عشرين فبراير 2011، ومنهم ما يسمى بتيار الجمهوريين، وضمنهم فئات كانت
تمزق جوازات السفر المغرب عبر منتديات التواصل الاجتماعي علنا، ومنهم مغاربة أيضا
طالبوا باللجوء السياسي وانضموا إلى جبهة البوليساريو ودافعوا عن طرحها الانفصالي،
كما أن ايطاليا كحكومة شنت مؤخرا حملة شرسة ضد فرنسا الحليف الاستراتيجي والشريك
الأول للمغرب، بل دعم فكرة مناهضتها ضد الشعب الافريقي...
ثانيا : ضجة تصريح عزيز اخنوش، وردة فعل أطياف سياسية في منتديات التواصل الاجتماعي ضد حزبه، وشخصه بالتحديد، كانت موازية مع مشروع حزبه مائة يوم لمائة مدينة، التي كانت تقام بالملايين من الدراهم في متابعة من فقراء المغرب، والذين يرون فيها نوعا من التبدير والفساد ...، كما أن شبه إجماع حول معارضة اخنوش تنطلق من كونه رجل اعمال، ويحاربه خصومه السياسيين لأنه لا يجوز المزج بين السلطة والمال، كما أن توظيفه سياسيا في أحداث الريف، ومشاركته المباشرة في تشكيل الحكومة الثانية بتحيده لبنكيران، وسن قوانين ضد ملكية اراضي السكان كقانون المراعي... ، كلها عوامل ساهمت بشكل مباشر في محاصرته سياسيا على غرار تجربة الأصالة والمعاصرة، بحكم أن قواعد تلك الأحزاب أشبه بالتيارات الهوائية "لكوروندير"، تنتقل من حزب إلى آخر حسب الاملاءات والمصالح الشخصية.
ثالثا: لايمكن فصل تصريح اخنوش ايضا عن الصراع الإقليمي وعلاقته بالشركاء السياسين في المشهد المغربي، فقد سبق لانصار اخنوش وحزبه أن طالبوا بإلغاء اتفاقيات الشراكة مع تركيا الشريك الرئيسي للإسلاميين بالمغرب، وهو ما حدا بتركيا إلى إستعمال ورقة الصحراء الغربية، بحيث استقبلت صحافة أردوغان امينتوا حيدرا وروجت لما سمته عدالة قضيتها لمدة سنة بل لم تتوانى في تسميتها بغاندي الصحراء، وهو ما يعني أن تمت رد فعل تركي، لمحاولة الضغط على النظام المغربي لاستعادة دور شركاتها الاقتصادية وايضا شركائها الاسلامويين ...، وهو ما ترفضه فرنسا، وشركائها في المغرب، مما يزيد الطين بلة .
ختاما، يبق تصريح عزيز اخنوش ومواكبته الإعلامية، سد فراغ سياسي ولو مؤقتا، فحزب التجمع الوطني للأحرار لا يختلف كثيرا عن طريقة تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، ومصيره أيضا محتوم، فحين يتم استعمال أموال الريافة والسواسة، والإبقاء على الفواسة جانبا إلى حين قضاء الحاجة "بالگرابيز" ارانب السباق، فإن الأمر مخطط له. ويحتاج فعلا إلى مفهوم إعادة التربية التي دعا إليها ماو تسي تونغ إبان ثورته الثقافية بالصين، وليس عبارة اخنوش التي لن تزيد ولن تغني من جوع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.