حزب تامونت للحريات: النضال من أجل تحرير المغرب والمغاربة من الاستلاب الهوياتي - مشروع حزب تامونت للحريات

 مشروع حزب تامونت للحريات

الموقع الرسمي لحزب تامونت للحريات.

أحدث المواضيع

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

حزب تامونت للحريات: النضال من أجل تحرير المغرب والمغاربة من الاستلاب الهوياتي

حزب تامونت للحريات
اللجنة التحضيرية للحزب
اللجنة السياسية الوطنية
الرباط بتاريخ 21/10/2019
بيان مرجعي
النضال من أجل تحرير المغرب والمغاربة من الاستلاب الهوياتي

تنويرا لمن يعتزم منا تجميع القوى التقدمية العربية بطنجة عاصمة المملكة الموريتانية الامازيغية منذ اكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد، سعيا منهم لبعث الروح في إديولوجية القومية العربية العنصرية المقبورة في عقر دارها، وجريا منهم وراء وهم وسراب "الوحدة العربية" التي لم تتحقق يوما على أرض الواقع، وكذا لغيرهم من المستلبين هوياتيا، من فرط علاقتهم المشوشة والكاذبة والخاطئة بتاريخنا؛ وتسييسهم للدين حد حصر المواطنة في الاسلام وعدم الاعتراف بالآخر غير المسلم حتى ولو كان من مواطنينا؛ وتفشي الفكر الذكوري الغاصب للمجتمع في نصفه، عملا منهم على تعريب الانسان والمحيط وربط المغرب والمغاربة عرقيا بالشرق الاوسط العربي، لا مناص من استحضار الحقائق التاريخية التالية:

غزى العرب شعوبا من آسيا وافريقيا واوروبا؛ وقتلوا الآلاف منهم؛ وشردوا واستعبدوا الآلاف منهم؛ وسلبوا أموالهم وبناتهم ونساءهم وأطفهم، بطرق فظيعة تدخل ضمن جرائم ضد الانسانية. رغم كل ذلك سكت عنهم الجميع من فرط الاستلاب الهوياتي، بل بررو فعلهم الاجرامي هذا ودافعوا عنه ولا يزالون؛ ولا يطالبهم أحد بالاعتراف بجرائمهم الإبادية في حق الشعوب والانسانية، ولا بجبر الضرر الجماعي الجسدي والنفسي والهوياتي الذي ألحقوه بهذه الشعوب !!!

سرق العرب انتاجات الشعوب الفكرية والادبية والعلمية والعمرانية والثقافية، فنسبوها لأنفسهم نهارا جهارا، بما فيها الحروف الآرامية التي اعتبروها عربية بلا خجل. رغم كل ذلك سكت عنهم الجميع من فرط الاستلاب الهوياتي، بل برروا فعلهم الاجرامي هذا ودافعوا عنهم ولا يزالون يجترون مزاعمهم من ورائهم كالببغاوات !!!

سعى العرب من فرط العنصرية في أقصى تجلياتها ولا يزالون، لإبادة هويات جميع الشعوب ومسخها، أرضا ولغة، وربطهم العرقي قصرا بهويتهم العربية، من مرجعية شمولية أحادية لفرض الهوية الواحدة على العالم (هويتهم العربية)، تارة باسم العروبة وفلسطين العربية، وتارة باسم الله العربي والقرآن العربي والرسول العربي وآدم العربي والجنة العربية. رغم كل ذلك سكت عنهم الجميع من فرط الاستلاب الهوياتي، بل برروا فعلهم الاجرامي هذا ودافعوا عنهم ولا يزالون يجترون مزاعمهم من ورائهم كالببغاوات !!!

استقلت العديد من الشعوب من الاحتلال العربي، بما فيها الشعب المغربي منذ سنة 740م، وبقي الفكر السلفي يؤطر بنيتهم الفكرية، بما فيه نحن بشمال افريقيا، الذين بقينا نجتر التاريخ الذي ارتضوه لنا ولقنوه لنا، رغم كونه كله زيف وكذب وتزوير. كيف لا وقد أغلقنا بإحكام، من فرط الاستلاب الهوياتي، باب تاريخنا وحضارتنا وابتعدنا عنهما وسرنا نمجد ما ليس لنا مكانا وزمانا ونبخس ما اؤتمننا عليه اجدادنا مكانا وزمانا !!!

انتبهت فرنسا الاستعمارية بعد استعمارها للجزائر، لقدرة الهوية العربية المخلوطة بالإسلام العربي، على استدامة مصالحها بكل من الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وعلى منع شعوبها من حكم نفسها بنفسها على قاعدة هويتها الوجودية الممانعة ، فابتكرت في مختبراتها الاستعمارية بمعية إنجلترا، سلاح القومية العربية الذي غدته بمفاهيم الغزو والمسخ والابادة ووجهته ضد هويات شعوب المنطقة، ولأجرئته نظمت لعملائها القوميين العرب اول لقاء لهم بباريس سنة 1891، تحت اسم "الجمعية العربية الفتاة" التي مهدت لعقد "المؤتمر القومي العربي" الاول بباريس سنة 1913، بهدف تقسيم هذه الشعوب وتفتيتها، لإضعافها والسيطرة عليها في كل من إفريقيا الشمالية والشرق الاوسط. وكذلك تم من طرف فرنسا وعملاء القومية العربية الفرنسية ولا يزال، تارة باسم اليسار العربي؛ وتارة باسم الاسلام العربي؛ وتارة باسم الليبرالية والبورجوازية العربية؛ وتارة باسم الإسلام  العربي؛ وتارة باسم المحافظة على التقاليد العربية؛ وتارة باسم الحداثة والتقدمية العربية الفرنسية.

وتفعيلا أكثر لهذه الاستراتيجية الاستعمارية الجهنمية، لم تكتـف فرنسا وعملاء القومية العربية، باستعمال سلاح القومية العربية والاسلام العربي، من خلال التنزيل الدقيق لمقتضياته، عبر البرامج التعليمية والاعلام والمساجد والاضرحة والزوايا والمواسم، بل امتدوا للشارع والفضاء العام، فأسسوا لما يلي:
* الصراع الطبقي اللغوي بين أفراد الشعب، من خلال ربط انتماء من يتحدث باللغة العربية، في المخيلة الشعبية، بالطبقة البرجوازية الراقية؛ ومن يتحدث باللغة الامازيغية بالطبقة الفقيرة الرثة.
* الصراع الفئوي اللغوي بين افراد الشعب، من خلال ربط انتماء من يتحدث باللغة العربية في نفس المخيلة الشعبية بالفئة المثقفة والمتحضرة والواعية؛ ومن يتحدث باللغة الأمازيغية بالفئة الأمية والمتخلفة والجاهلة.
* الإرهاب النفسي المجتمعي بين افراد الشعب، من خلال ربط من يتحدث باللغة العربية في نفس المخيلة الشعبية، بالانسان المتحضر المديني؛ ومن يتحدث باللغة الامازيغية بالانسان البدائي الجبلي، الذي يتعين تحريضا، نعت كل من يتحدث بالامازيغية مهما كان موقعه أو مستواه بكل النعوت القدحية الممكنة وبالسب واللعن الممكن في الشارع والمدارس والاعداديات والثانويات والجامعات والفضاءات العمومية، تحت قهقهات وتصفيقات وتشجيعات باقي المستلبين هوياتيا. فأصبح العديد، من فرط هذا الارهاب لنفسي المجتمعي، يتحاشون الحديث بالأمازيغية أو إعلان امازيغيتهم علنا، مما أدى بالعديد منهم لرفض تعليمها لأبنائهم، لحمايتهم من الإرهاب النفسي من جهة ولاعتقادهم بعدم إنتاجية تعلمها ما دامت لا تدرس ولا يدرس بها من جهة أخرى، مما أدى إلى"تدريج" (من الدارجة)، العديد منهم وفقدانهم للغتهم الامازيغية نطقا، ثم تصور أنفسهم عربا، حد تصريح إحدى الصحفيات بانها "عربية" وبأن أمها وأبوها فقط هم "الامازيغ ".
* التنفير النفسي من مجرد سماع كلمة الأمازيغية، من خلال ربطها في المخيلة الشعبية بالتخلف والتشتيت والتمزيق وتهديد الوحدة واللحمة الوطنية، لأنهم يعلمون بأنها كهوية جماعية للمغرب والمغاربة جميعا:
- هوية جماعية توحيدية للمغرب والمغاربة ولشمال افريقيا في بعدها المرتبط بالأرض واللغة والانسان.
- هوية جماعية قاهرة مقاوماتيا للغزات تاريخيا، سواء منهم الفينيقيين؛ أو الرومان؛ أو الوندال؛ أو البزنطيين؛ أو العرب؛ أو البرتغاليين؛ أو الاسبان؛ أو الفرنسيين؛ أو سلاح القومية العربية الذي اخترعته فرنسا وانجلترا في مختبراتها ورعوه.
- هوية جماعية ملهمة لقوة الموريين ومن خلالهم المغاربة في هويتهم الجماعية المرادفة للحرية والاستقلالية والسيادة على أنفسهم وارضهم بلغتهم، وأن السبيل الوحيد لكسر شوكتهم هو تدجينهم هوياتيا وربطهم العرقي بهوية أخرى، تقبل كل شيء إلا الحرية والكرامة والعدالة والسيادة على أرضها.

وعليه، فإن حزب تامونت للحريات من خلال مرجعيته التحريرية للبنية الفكرية للمغاربة جميعهم بدون تمييز أو إقصاء؛ إلى جانب مرجعيته التحريرية للأراضي والجزر والمياه الاقليمية المغربية المحتلة من طرف الاحتلال الاسباني والبرتغالي؛ وكذا مرجعيته التحريرية لثروات المغرب والمغاربة من التسلط والاستغلال الرأسمالي الجشع للاستعمار الجديد والامبريالية العالمية وتوزيعها العادل والمنصف بشريا ومجاليا، فإنه حزب يناضل في محور مرجعيته التحريرية للبنية الفكرية للمغاربة من مخدر القومية العربية من أجل:
* ارساء الهوية الجماعية الاصيلة للمغرب والمغاربة بين الامم، بلغتهم الامازيغية والدارجة البنت الشرعية للبنية اللسنية للغة الأمازيغية، تركيبا ونحوا وصرفا وحمولة مفاهيمية للجمل؛ وبمسلميه ومسيحييه ويهودييه وزراديشتييه وبودييه ولا دينييه؛ وبجميع أعراقهم وألوانهم، والمنفتحة ايجابا على الحضارات الانسانية والتجارب الإنسانية العالمية.
* نبد مقاربة العرق، لأنه لا وجود لعرق خالص في العالم، لكون كل من عنصر الدين والعرق واللون، عناصر موجودة وعابرة لجميع الهويات الجماعية في العالم حد التطابق أحيانا وبدرجات متفاوتة في هويات أخرى، ورغم ذلك فهي لم تمنع هذه الامم من الاقتتال فيما بينها، وحتى بين الاممالمتطابقة دينا ولونا، لأنها عناصر غير محددة بشكل حاسم لها، مثل عناصر الارض واللغة والانسان الذي يتحدث لغته على أرضه، والمستعد للدفاع عنها كلما تعرضت للتهديد من طرف أي أمة أخرى.
* العمل على بناء مشروع المغرب المغربي (Le Maroc Marocain) لكل المغاربة بهويته الجماعية الحقيقية بدون تمييز أو إقصاء، المشروع التحرري، العلماني، الحداثي، التقدمي بمفهومه الديموقراطي التضامني الاجتماعي في اطار ملكية برلمانية سياسيا وفدرالية ترابيا.

توقيع:
المنسق الوطني السيد: علــي وجـيــل
المقرر الوطني السيد: ناصر العريفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.