أحماد بويسان
اليسار والاسلام السياسي
يوجد نوع من "اليساريين " أو قدماء اليسار يعتقدون أن التحالف مع الإسلاميين او التنسيق معهم سيفيد المعركة من أجل الديمقراطية في المغرب؟
هم يتجاهلون أو لا يعرفون طبيعة الاسلام السياسي كتيار لا شعبي من ناحية موالاته لكل الاختيارات النيوليبرالية، و الرأسمالية التي تكتوي منها الطبقات الفقيرة ،و تستفيد منها الفئات الثرية لتزداد غنا، هو تيار ظلامي نظرا لمعاداته لحقوق الإنسان و حرية الاعتقاد والحريات الفردية و حقوق النساء ،واستبدادي سياسيا، إذ يعتبر نفسه هو الوصي على الجميع، وأنه ممثل حقيقة مطلقة "الهية"، ولأنه معادي للمشروع المجتمعي التقدمي اليساري الذي يطمح لتحرير الإنسان من الاستعباد الأرضي، والسماوي الخرافي، فإن التيار الإسلامي يلتجئ وفق اجنداته، وحساباته الانتهازية، إلى اعتبار اليسار،"خماسا" لديه يبيض به صورته القبيحة في تحالفات غريبة سواء لما يكون في المعارضة، او في السلطة، ل كن يضع نصب عينيه متى ينقض عليه لأنه عدوه الاستراتيجي .
جزء من اليسار في المغرب يعتقد عن خطأ أنهم بإمكانهم "استعمال "الإسلاميين لهزم المخزن! ويتناسون خطة الإسلاميين وهي استعمال اليسار تكتيكيا ومحاصرته استراتيجيا في انتظار القضاء عليه وعلى مشروعه التحرري. لكن نتساءل عن "السر" الخفي وراء هرولة هؤلاء "اليساريين "إلى مرافقة أنصار الاسلام السياسي؟ لأنهم يعتقدون بسذاجة، أو بتقدير خاطئ، أن كل "محيح" راديكالي ضد النظام هو مرافق او زميل في طريق الثورة الكبرى!! هذا المرض موجود، للأسف، داخل التيارات الاشتراكية، ينطلي عليها خداع الراديكالية السلبية وجبة "التحياح" الذي يدغدغ عواطف البسطاء الذي تلبسه -ولو كانت تشارك في السلطة-، تيارات مغرقة في التخلف والتطرف. لهذا من واجب اليسار الذي يمثل الفكر النقدي، والراديكالية الإيجابية، ان يعمل بالعكس على تفكيك الخطاب الشعبوي للتيارات الإسلامية، من أجل مساعدة الجماهير الشعبية المقهورة على تملك ادواة التحليل المنطقي لمجابهة فعالة للأنظمة الاستغلالية.
التيارات الإسلامية تمثل اليمين المتطرف الرجعي الظلامي التي لا تطمح لتغيير الأنظمة الظالمة بل ترغب في تعويضها في كنف استمرارية الاستبداد وقمع المخالفين في الرأي ومهما تمسكنت وطأطأت رأسها، مؤقتا، فهدفها الأسمى هو العمل على سيطرة الفكر الظلامي، والسكزفرينية المرضية، داخل المجتمع، والتمكن من أجهزة الدولة، وليس غريبا، أن يكون أول إجراء قام به بن كيران بعد تنصيبه رئيسا للحكومة هو السماح له بالتعيين في المناصب العليا في إطار صفقة مع القصر لخونجة الإدارة!
عبر تاريخها، الجماعات الاسلامية، لم تقاوم لا الاستعمار، ولا الجوهر الاستبدادي للأنظمة، بل كانت أداة طيعة بين أياد الإمبريالية ومخابراتها- التي خلقتها- وكراكيز تستعملها الدول/العشائر البترودولار الخليجية لتخريب الأوطان ونشر الظلام بين شعوبها. لهذا اي مهادنة سياسية او اديولوجية معها تطيل عمر الديكتاتوريات وإن غيرت ألوانها.
بقلم، احماد بويسان
يوجد نوع من "اليساريين " أو قدماء اليسار يعتقدون أن التحالف مع الإسلاميين او التنسيق معهم سيفيد المعركة من أجل الديمقراطية في المغرب؟
هم يتجاهلون أو لا يعرفون طبيعة الاسلام السياسي كتيار لا شعبي من ناحية موالاته لكل الاختيارات النيوليبرالية، و الرأسمالية التي تكتوي منها الطبقات الفقيرة ،و تستفيد منها الفئات الثرية لتزداد غنا، هو تيار ظلامي نظرا لمعاداته لحقوق الإنسان و حرية الاعتقاد والحريات الفردية و حقوق النساء ،واستبدادي سياسيا، إذ يعتبر نفسه هو الوصي على الجميع، وأنه ممثل حقيقة مطلقة "الهية"، ولأنه معادي للمشروع المجتمعي التقدمي اليساري الذي يطمح لتحرير الإنسان من الاستعباد الأرضي، والسماوي الخرافي، فإن التيار الإسلامي يلتجئ وفق اجنداته، وحساباته الانتهازية، إلى اعتبار اليسار،"خماسا" لديه يبيض به صورته القبيحة في تحالفات غريبة سواء لما يكون في المعارضة، او في السلطة، ل كن يضع نصب عينيه متى ينقض عليه لأنه عدوه الاستراتيجي .
جزء من اليسار في المغرب يعتقد عن خطأ أنهم بإمكانهم "استعمال "الإسلاميين لهزم المخزن! ويتناسون خطة الإسلاميين وهي استعمال اليسار تكتيكيا ومحاصرته استراتيجيا في انتظار القضاء عليه وعلى مشروعه التحرري. لكن نتساءل عن "السر" الخفي وراء هرولة هؤلاء "اليساريين "إلى مرافقة أنصار الاسلام السياسي؟ لأنهم يعتقدون بسذاجة، أو بتقدير خاطئ، أن كل "محيح" راديكالي ضد النظام هو مرافق او زميل في طريق الثورة الكبرى!! هذا المرض موجود، للأسف، داخل التيارات الاشتراكية، ينطلي عليها خداع الراديكالية السلبية وجبة "التحياح" الذي يدغدغ عواطف البسطاء الذي تلبسه -ولو كانت تشارك في السلطة-، تيارات مغرقة في التخلف والتطرف. لهذا من واجب اليسار الذي يمثل الفكر النقدي، والراديكالية الإيجابية، ان يعمل بالعكس على تفكيك الخطاب الشعبوي للتيارات الإسلامية، من أجل مساعدة الجماهير الشعبية المقهورة على تملك ادواة التحليل المنطقي لمجابهة فعالة للأنظمة الاستغلالية.
التيارات الإسلامية تمثل اليمين المتطرف الرجعي الظلامي التي لا تطمح لتغيير الأنظمة الظالمة بل ترغب في تعويضها في كنف استمرارية الاستبداد وقمع المخالفين في الرأي ومهما تمسكنت وطأطأت رأسها، مؤقتا، فهدفها الأسمى هو العمل على سيطرة الفكر الظلامي، والسكزفرينية المرضية، داخل المجتمع، والتمكن من أجهزة الدولة، وليس غريبا، أن يكون أول إجراء قام به بن كيران بعد تنصيبه رئيسا للحكومة هو السماح له بالتعيين في المناصب العليا في إطار صفقة مع القصر لخونجة الإدارة!
عبر تاريخها، الجماعات الاسلامية، لم تقاوم لا الاستعمار، ولا الجوهر الاستبدادي للأنظمة، بل كانت أداة طيعة بين أياد الإمبريالية ومخابراتها- التي خلقتها- وكراكيز تستعملها الدول/العشائر البترودولار الخليجية لتخريب الأوطان ونشر الظلام بين شعوبها. لهذا اي مهادنة سياسية او اديولوجية معها تطيل عمر الديكتاتوريات وإن غيرت ألوانها.
اكبر تجربة تاريخية لتعامل اليسار مع التيار الاسلاموي والغدر الذي تلقاه منه فيما بعد هي تجربة حزب " تودا " الشيوعي مع اصحاب الخميني في ايران
ردحذفأيضا تجربة 20 فبراير في المغرب
ردحذف