دفاعا عن روج افا
بقلم احماد بويسان
غالبا ما تطغى على
رواد الفايسبوك العاطفة والكسل في البحث عن المعلومة الصحيحة. هذا الكلام ينطبق
على ما نسمعه عن الكرد والنظرة التبسيطية التعميمية
السائدة بكونه شعبا منسجما سياسيا وإديولوجيا. الحقيقة غير ذلك.
من المعلوم أن الكرد شعب مناضل يتميز بحضارة عريقة، تتقاطعه تيارات سياسية مختلفة تحمل مشاريع مجتمعية متناقضة فيما بينها من حيث المرجعيات السياسية والاديولوحية. بحيث يمثل حزب الاتحاد الديموقراطي عماد اليسار الكردي الماركسي في سوريا، الذي تمكن من التأسيس لتجربة التسيير الذاتي في منطقة روج افا، شمال وشرق سوريا، التي أرسى فيها المساواة التامة بين الجنسين وحرية الاعتقاد واحترام الأقليات، كما تمكن من تأسيس "قوات سوريا الديمقراطية" التي تضم في صفوفها جميع أطياف الشعب السوري التي دحرت داعش في الرقة، وساندت العراقيين في تحرير الموصل وانقاد اليزيديين من الابادة الظلامية. بالمقابل توجد تنظيمات كردية إسلامية وأخرى ليبرالية بزناسية موالية لمسعود لبرزاني وعائلته، واخرى يحتضنها أردوغان "كالمجلس الوطني الكردي".
لذلك، فإن هجوم جيش اردوغان مستعينا بأكثر من 08
فصائل اسلامية مسلحة منضوية تحت لواء ما يسمى ب "الجيش الوطني السوري"
الذي سلحته ودربته ومولته مخابرات أمريكا والسعودية وقطر وعشائر الخليج، يدخل ضمن
استراتيجية تدمير تجربة الإدارة الذاتية لمنطقة روج افا الرائدة في المنطقة، التي
أسس لها حزب الاتحاد الديموقراطي. تجربة رائدة لأنها تؤمن بالكونفدرالية
الديمقراطية للشعوب، كحل للإشكاليات المرتبطة بالهوية والوطن والسيادة الشعبية،
وليس بتأسيس دولة قومية كردية، خلافا لما يروج له خصومه، مما يشكل ازعاجا
للمدافعين عن أطروحات الدولة القومية في المنطقة سواء داخل اسرائيل او لدى أنصار
مسعود البارزاني او عند القومجيين العرب. أيضا لأنها تعتمد على القيم الكونية
لحقوق الإنسان واحترام كرامة المرأة وإبداع أساليب الديمقراطية التشاركية
(الكونفدرالية الديمقراطية). وبالتالي فنجاح هذا النموذج يخيف الإمبريالية
العالمية وعشائر البتردولار والصهيونية والقومية العربية وملالي إيران!
الربيع الديمقراطي الكردي اليساري في روج افا، أعطى لمفهوم الثورة معنى التغيير الإيجابي وأكد على أن الثورة الإيجابية لا تقتصر فقط على تبديل أشخاص بآخرين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.