أمازيغ المغرب في مرحلة 2018 - مشروع حزب تامونت للحريات

 مشروع حزب تامونت للحريات

الموقع الرسمي لحزب تامونت للحريات.

أحدث المواضيع

الأحد، 6 أكتوبر 2019

أمازيغ المغرب في مرحلة 2018

احمد الدغرني
أمازيغ المغرب في مرحلة 2018

إذا أمكن أن نوجد منهجية لاستكشاف ما يجري من سياسات في ميدان الأمازيغية والشعب المغربي في مرحلة سنة 2018، فإن هذه المقالة تنبني تلقائيا بوضوح على إمكانية بناء تصور سياسي موضوعي حول مميزات المرحلة التي نعنيها هنا، وقبلها بمائة سنة تقريبا من التاريخ السياسي الأمازيغي بالمغرب، لنمر الى تصنيف المراحل خلال قرن من الزمن، ونوضح باختصار ما يلي:

نبدأ بمرحلة أولى، تبتدئ ما بين سنة 1912، وسنة 1958، وتتميز ببداية العلاقة بين الأمازيغية والفرنكفونية، حيث بدأت تصدر قوانين وكتب تتعلق بالأمازيغ، وبتعليم الأمازيغيين في ا لمدارس العصرية، لكن بحروف لاتينية، وفي مدارس تستعمل الفرنسية، أوالاسبانية وتكوين تراجمة ولجان… بينما اًنعدمت كل تلك المشاريع في التعليم التقليدي لدى الجامعات المحلية مثل القرويين وكلية ابن يوسف بمراكش ومعهد الإمام الأصيلي بتطوان والمدارس المنتمية للزوايا الصوفية كالناصرية والتيجانية والدرقاوية، التي اتجهت الى تعليم العربية وحدها، والقضاء على بنيات القبائل الأمازيغية، وكانت الدولة المخزنية منسجمة مع هذه السياسة، ومستفيدة منها، وانتهت هذه المرحلة حوالي سنة 1958.

بدأت مرحلة ثانية نسميها مرحلة بداية سياسة التعريب الشامل للشعب، ما بين سنة 1958 الى سنة 1980 وهي مرحلة سياسية تتميز بمحو ووقف كل تعليم للأمازيغية ونهج سياسة الاعتماد على الفرونكوفية عموما في السياسة اللغوية لدى الأغنياء، وفيها ظهرت سياسة جديدة مرتبطة بالأمازيغ، في ثورة عدي اوبيهي، وثورة الريف المسماة بالجمهورية الثانية وقادها محمد سلام أمزيان، وظهرت فيما يعرف بمحاولات الإنقلابات العسكرية، التي قادها الضباط الريفيون مثل عبابو، والشلواطي، واوفقير، وتأسيس بعض ضباط قدماء الجيش الفرنسي وموظفيهم لحزب الحركة الشعبية، اليوسي، الخطيب، الذين كانوا فيما يسمى les Berberistes والبكاي وآخرين، حاولوا تمثيل تراث الجمع بين الفرنكوفونية والتعريب في ميدان الصراع حول اقتسام السلطة المخزنية بدون ثقافة أمازيغية.

ثم ظهرت مرحلة ثالثة بعد 1980 ومستمرة الى سنة 2018، وهي مرحلة الجيل الجديد من شباب الأمازيغ، وخاصة من أبناء الفقراء الذين فتحوا المدخل الثقافي ودخلوا منه لتجاوز سياسات المرحلتين السابقتين، وعملوا خارج سياسة الدولة المخزنية، وبدأوا في تكوين التنظيمات، وكتابة الأمازيغية، وإصدار الصحف والوثائق والكتب وبدأوا مشاريع إحياء الشعب الأمازيغي عن طريق التكوين الذاتي والتعليم خارج نطاق الدولة المخزنية، وأنشأوا أساليب نضالية وسياسية وإعلامية جديدة، وفرضوا التواجد الأمازيغي في كل مناطق البلاد، وكونوا علاقات دولية، واقليمية، وصاروا ابتداء من سنة 2001 أخطبوطا اخترق المجتمع، والأحزاب والدولة المخزنية، والصحافة، لكنه انحصر في صفوف الفقراء، ولم يجد صدى لدى الأغنياء، الذين يمولون التعريب والفرنكوفونية، ويستفيدون منهما ويجمعون بينها وبين خدمة السياسة المخزنية.

وكان عدم وجود الأغنياء في صفوف النضال الأمازيغي في هذه المرحلة الثالثة نقصا خطيرا جعل النخب الأمازيغية الفقيرة تخضع لسوق الإستقطاب السياسي للدولة المخزنية وأحزابها السياسية ومؤسساتها الثقافية والإعلامية، ووظائفها، وعاش الأمازيغ محنة مواجهة سياسة استغلال البطالة والفقر والفساد الإداري والإقتصادي المرير مع تجارب بعض الأحزاب مثل الحركة الشعبية وتشعباتها الحزبية بقيادة الدكتور الخطيب، ومحمود اعرشان وبوعزة ايكن… ومع حزب التقدم والإشتراكية، ومكونات اليسار المتبعة لمواقف القوميين العرب كحزب الطليعة واليسار الإشتراكي الموحد، والنهج الديموقراطي، وغيرهم.

وبعد نفاذ تجربة الإستقطاب وفشلها التاريخي لكونها لم توقف تقدم الإختراق الأمازيغي ظهرت سياسة حزب الأصالة والمعاصرة بالتوازي والتزامن مع ظهور مؤسسات مخزنية تهتم بالأمازيغية لتنافس الأمازيغ حول الثقافة والصحافة والتعليم، واستقطبت طموحات بعض الأغنياء مثل أحيزون، وعائلة عثمان بنجلون

وبعد سنة 2011، تصاعد اختراق الأمازيغ لصفوف المجتمع والدولة المخزنية والأحزاب الى درجة دسترة الأمازيغية، انفتاح أحزاب أخرى كحزب العدالة والتنمية وحزب الإستقلال على تخفيف مواقفها المتشددة في المراحل السابقة، تحت تأثير تطور الإختراق والضغط الأمازيغي الذي أصبح منذ سنة 2011، قد تصاعد ليكون عنصرا محركا للإحتجاج وخاصة في حراك الريف منذ سنة 2016، ومؤثرا على مقاطعة الإنتخابات، وحتى على المشاركة فيها. وكان تدخل السياسي الثري السوسي عزيز اخنوش مؤشرا جديدا سوف يفتح تنافس الأوساط المالية لأول مرة لكي يتحول الموضوع الى مستوى آخر سوف لن يتأخر عنه أثرياء آخرون.

وفي هذه المقالة نطرح للشباب الأمازيغي مقدمة للتعامل السياسي مع تنافس الأثرياء على مجال الأمازيغية وهو تطور نحو تعميق تسييسها، وفرصة لفهم المرحلة السياسية، وليس يكفي البرجوازية شراء الضمائر الرخيصة التي كسدت، وبيعت عدة مرات، لكن ارتفاع درجة التسييس من الفقراء الى الأغنياء يتطلب الحوار الإجتماعي والتفاوض، وهي أساليب سياسية بين الفقراء الأقوياء بنضالهم واكتسابهم لثقة الشعب والأثرياء الذين تحتاجهم الأمازيغية، باعتبار أن الدولة المخزنية لم تكن تفاوض، بل كانت تناور وتشتري الضمائر، وهو ما جعلها تفشل في سياستها، هي وأحزابها ووسطاؤها وعليها أن تتراجع عن اخطائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.