الحاجة
لمشروع مجتمعي سياسي أمازيغي بجاذبية سياسية
بقلم:
عبد الله الحلوي
قبل سنوات قليلات، كانت العقيدة السياسية الغالبة في أوساط الحركة
الأمازيغية هي أن تأسيس حزب سياسي ذي مرجعية أمازيغية مجرد هرطقة سياسية، منخورة
بالانتهازية والانتهازيين، لا يمكنها أن تعبر عن
طموحات هذه الحركة لأنها ستنتهي إلى ما انتهت إليه الدكاكين السياسية ــ ستنتهي
إلى واقع التدجين والتحكم الذي تخضع له جميع الأحزاب المغربية بدون استثناء.
إلا أن تجربة الاجهاز على كل مطالب الحركة الأمازيغية والالتفاف
عليها من طرف الاحزاب الحاكمة أقنع هذه الحركة بأن اختيار التخلي عن الحق في حزب
سياسي يعني بكل بساطة السماح للغير السياسي أن يصنع مستقبل البلد كما يشاء وأن
يمعن في إقصاء كل متعلقات الهوية الأمازيغية.
لذلك فإن الاتجاه العام اليوم أصبح يسير في منحى العمل من أجل حزب
سياسي مغربي يستثمر هوامش الحرية السياسية التي يضمنها الدستور من أجل الدفع
بتحقيق مطالب الحركة إلى حدودها القصوى.
هذا
التطور الملحوظ في وعي الحركة مهم ومطلوب ولكنه يثير تساؤلين اثنين:
1ـ
لماذا تكون الحركة الأمازيغية دائما متأخرة في تنمية الوعي بمشاكلها الحقيقية وبما
سيخرجها بالفعل من هذه المشاكل؟
2ـ لماذا استوعبت الحركة هذا المطلب (مطلب تأسيس حزب سياسي)، ولم تفهم بعد بأن الحزب السياسي لن يكون ناجحا إلا إذا استوفى شروط الجاذبية السياسية.
2ـ لماذا استوعبت الحركة هذا المطلب (مطلب تأسيس حزب سياسي)، ولم تفهم بعد بأن الحزب السياسي لن يكون ناجحا إلا إذا استوفى شروط الجاذبية السياسية.
فلا يمكن للحزب أن ينجح في جذب الناخب وفي تحقيق النجاح السياسي
عندما يكون في دائرة صناعة القرار إلا إذا أجاب عن سؤال الناس لا عن أسئلته
الخاصة. والأسئلة التي يطرحهآ الشعب هي من جنس: كيف ستقضون على البطالة؟ هل
ستمكنون أبنائي من إيجاد عمل؟ كيف؟ هل ستتحسن المدرسة العمومية إذا ما حكمتم؟ هل
ستنقص الأسعار؟ هل ستخففون من الضرائب المرتفعة جدا في المغرب؟ كم من سنة سيحتاج
أبناؤنا لإيجاد عمل بعد التخرج؟
تصميم حلول واقعية ومندمجة وملموسة لهذه المشاكل في إطار فهم جديد
لآليات إنتاج الثروة هو ما سيعطي الحركة الأمازيغية جاذبيتها السياسية ــ تصميم
حلول نعبر عنها للمواطن بكلام واضح وصادق وبعيد عن لغة الخشب.
إذا ما استطاع قادة الحركة الحركة الأمازيغية صياغة مشروع مجتمعي
سياسي بجاذبية سياسية، فإن الشعب كله سيتبنى خطابها وسيدافع عنه.
تطلب منا سنوات أن ندرك فهم أهمية الحزب السياسي... فلا ينبغي أن
نقضي سنوات أخرى في تجريب اختيارات لا تمتلك حدا أدنى من الجاذبية السياسية لنفهم
ـ بشكل متأخر ـ أهمية الجاذبية السياسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.