سيرة حياة مناضل: الشهيد قاضي قدور - حزب تامونت للحريات

حزب تامونت للحريات

الموقع الرسمي لتامونت للحريات.

أحدث المواضيع

الخميس، 5 سبتمبر 2019

سيرة حياة مناضل: الشهيد قاضي قدور


سيرة حياة مناضل: الشهيد قاضي قدور

ينحدر الدكتور قاضي قدور من أيت سيدال بالريف الذي ولد بها سنة 1952، حيث تابع بها دراسته الابتدائية ثم الثانوية في تطوان، لينتقل بعد شهادة الباكالوريا إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، التي حصل منها على الإجازة في اللغة الفرنسية وآدابها سنة 1974، ثم تابع تكوينه بالمدرسة العليا للأساتذة وعين استاذا للفرنسية في ثانوية بالدار البيضاء سنة 1976. وبعد حصوله على شهادة الدروس المعمقة في اللسانيات التحق بهيئة التدريس بكلية الآداب بفاس سنة 1977كمساعد. وفي سنة 1979 حصل على منحة لمتابعة دراسته بجامعة السوربون حيث ناقش فيها رسالة دكتورا السلك الثالث في اللسانيات الأمازيغية، تحت إشراف الأستاذ "ليونيل كالان". ثم عاد لكلية الآداب بفاس ليستأنف عمله كأستاذ مساعد، وفي سنة 1990، ناقش أطروحة الدولة في نفس التخصص.

ويعد قاضي قدور من أبرز رواد الريف المغرب الاوائل للحركة الأمازيغية، ذلك أنه عمل على الجمع بين عمله الأكاديمي ونضاله الجمعوي وبحثه العلمي، قناعة منه بضرورة الاهتمام باللسانيات، كمدخل رئيسي للكشف عن مقومات الهوية الجماعية للمغرب والمغاربة. وفي هذا الاطار انخرط منذ السبعينات في العمل الجمعوي الأمازيغي، في فرنسا وهو طالب وفي المغرب وهو أستاذ جامعي، من أجل تنمية الوعي بالذات وبالهوية الأمازيغية، وترسيخ قناعة اعتبار القضية الأمازيغية قضية وطنية تهم جميع المغاربة دون استثناء، وتنمية اللغة الأمازيغية وتطويرها وإدماجها في الحياة العامة. كما أسس "جمعية الانطلاقة الثقافية" بالناظور سنة 1978، التي تعتبر أول إطار أمازيغي بالريف، والذي تمكن من خلالها من نشر الوعي باللغة والثقافة الأمازيغية، كما أسس أيضا "مجموعة البحث والدراسات اللغوية" بكلية الآداب بفاس سنة 1981، وتكفل بتنشيطه إلى أن توفي في 15 سبتمبر 1995 على إثر حادث سير مفجعة تعرض لها هو وزوجته الأستاذة " أمل الركالة " بنواحي مدينة مكناس، في حين دخلت زوجته في غيبوبة لسنوات قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، هي الاخرى، تاركين وراءهما طفلين: أنس وليلى في كنف جدهما بمدينة طنجة.

 ويحسب للمناضل الفقيد قاضي قدور مواظبته الدائمة على جميع الانشطة المرتبطة بالأمازيغية جهويا ووطنيا ودوليا للدفاع على الحقوق اللغوية والثقافية الامازيغية في المغرب والتعريف بالقضية الأمازيغية. ويحسب له أنه شارك في الدورة الأولى للجامعة الصيفية بأكادير في غشت 1980 مع مناضلين من جمعية الانطلاقة الثقافية، وهو ما خلف الأثر الكبير على الدورة باعتبارها دورة تأكيدية لوحدة الفعل والنضال الامازيغي في المغرب ووحدة اللغة والثقافة الأمازيغية.

ويبقى الشهيد الفقيد قاضي قدور مثال للمثقف المناضل الملتزم بدوره الاكاديمي في خدمة اللغة والثقافة الأمازيغية وهويتها الجماعية الواحدة والمدافع عن آرائه بقوة في احترام تام للاختلاف و الرأي الآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.