بأي حال
عدت يا موسم... هل هناك جديد أم تكرار لنفس السيناريو...
بقلم: ادريس سوسي
تحت شعار ''التراث اللامادي رافعة للتنمية المحلية'' تم افتتاح موسم "س.حماد أولمغني" ببوزمو و"الدورة 16 لمهرجان موسيقى الاعالي" بدائرة إملشيل إقليم ميدلت... التراث اللامادي لن يكون رافعة للتنمية المحلية مادامت الثروة اللامادية مهملة ومنسية في هاته الربوع من الوطن وأقصد هنا (الثروة البشرية) ناهيك عن الثروة الثقافية التي تتعرض للطمس والإقبار مع سبق الإصرار والترصد ... لأن الرهان على تنمية المنطقة بما هو تراثي اللامادي فهو ضرب من الجنون وهذا يوحي بفقداننا البوصلة ومصيرنا التيه ان لم يتم الإهتمام بالثروة اللامادية بتوفير الصحة والتعليم والطرق والبنية التحتية والفوقية .... مما يجعل الحدث يزيغ عن الأهداف والغاية التي أسس لها وعليها...
عندما نناقش المناسبة ونربطها بالتنمية ونحن نلاحظ أن الموسم "أگدود ن س.حماد اولمغني" في دورته 63 منذ فجر الإستقلال فشل في تنمية المنطقة كما يجب وحسب الزعم. يجب أن نطرح سؤال: ماذا قدم تنمويا للمنطقة؟؟؟ الجواب لا شيئ إن ربطنا المناسبة بما هو تراثي ثقافي بقي الوضع على حاله إلا من تحسن طفيف درءا لجسامة الإقصاء والتهميش بالمنطقة ليتم مكيجة الوضع .... أما عن التراث والثقافة أين تلك الجمعية التي سمت نفسها جمعية مغرب الثقافات والتي تنظم مهرجان موازين بالملايير ... أم أن مغرب الثقافات مقتصر على الرباط سلا وماجورهما...؟!؟!؟!؟ ان كانت حقا هاته الجمعية تهتم بمغرب الثقافات فإن للمغرب العميق ثقافته نسيت نسيا منسيا وهنا وجب تغير تسمية هاته الجمعية مادامت عاجزة عن الإهتمام بثقافات المغرب كلها لأن تسمية المغرب عريضة ومشتركة تمتد من طنجة إلى الگويرة وليست إمتياز لرقعة جغرافية من الوطن... حتى الخذلان صادر من أم الجمعيات بالمنطقة ولم تتواني في تكريس الوضع...
وعندما نربط المناسبة/الحدث بالميدان السياحي فهنا حسب
نظري المتواضع نؤسس للديكتاتورية التنموية يعني أن إستحضار مفهوم السياحة /السياحة
الجبلية في منطقة تحتضن حوالي عشرون منشأة فندقية تستفيد من عائدات السياحة.!؟!
بينما ساكنة المنطقة التي تتكون من حوالي أربعين ألف نسمة لا تستفيذ شيئا من
المجال سوى تكريس لبقاء المنطقة على بداوتها ونمطها المعيشي كأنها من القرون
الوسطى من اجل أن ينعم السائح بمشاهدة البداوة واخد صور للعصور الوسطي في الالفية
الثالثة...
التنمية في شموليتها يجب أن تستحضر الرقي بالإنسان والإهتمام به وليس (إستغلال) الإنسان لغايات تخدم أقلية معينة بشعارات هولامية تقتل مفهوم التنمية البشرية وإبقاء المنطقة مهمشة ومقصية كأن التاريخ توقف بها... إن سمفونية النموذج التنموي المشروخة والتي كانت تتغنى بها الحكومات المتعاقبة بنفس اللحن والعزف لتأتي الحكومة وتحتفظ بنفس السمفونية المشروخة بلحن الامداح لتزداد الاوضاع قتامة وتنجرف الوعود مع السيول التي تجرف الشجر والحجر والبشر... إتقوا الله في الوطن...
تدا تووري تملي إيغزر... إيسموم واوال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.