سيرة حياة شاعر ثائر: محمد خير الدين أو الطائر الأزرق
ينحدر الشاعر والروائي الثائر محمد خير الدين أو
الطائر الازرق، من قرية أزروواضو بتافراوت التي ازداد فيها سنة 1941، ثم هاجرت أسرته
إلى الدار البيضاء حيث ترعرع، إلا أنه غادر
دراسته باكراً ليلتحق بالعمل في سن العشرين من عمره كمندوب بالضمان الاجتماعي بأكادير
من عام 1961 حتى 1963، ثم الدار البيضاء. غير أنه استقال من عمله وهاجر إلى باريس هارباً
من الملاحقة القضائية لمشاركته في انتفاضة مارس 1965.
التحق محمد خير الدين في باريس بثورة طلاب فرنسا
في مايو 1968 وكان من بين الطلاب الذين احتلوا مسرح الأوديون بباريس. ولإدركه بأن
“الطائر الأزرق” لا يتنفس جيدا في الفضاءات الضيقة ولا يحلق عاليا في السموات المنخفضة،
فأرتمى في رحاب الكتابة حيث فنشر له سارتر قصيدة “الملك” في افتتاحية مجلته الشهيرة
“الأزمنة الحديثة"
بدأ محمد خير الدين يكتب الشعر وهو مراهقً.
وكان ينشر قصائده في صحيفة "لافيجي ماروكان" وكانت قصائده محبوكة على المنهاج
الكلاسيكي وبلغة فرنسية أنيقة. كما برز كواحد من ألمع الشعراء المحدثين إلى جانب الطاهر
ن جلول وعبد اللطيف اللعبي ومصطفى النيسابوري وعبد الكبير الخطيبي وكان هؤلاء الشعراء
قد تحلقوا آنذاك حول الشاعر عبد اللطيف اللعبي ومجلته " أنفاس".
وقد صدر لخير الدين كتابه الأول في لندن سنة
1964، بعنوان "غثيان أسود"، ضمه قصائد تتسم بيأس وجودي متأصل. وفي سنة
1967 نشرت له دار )سوي (Seuil الفرنسية رائعته "أكادير" التي كتبها
عقب الزلزال الذي دمر أكادير سنة 1960 وقد كان عنونها في الاول "التحقيق"
قبل أن يقترح الناشر تغييره إلى "أكادير"، وهو الكتاب الذي كشف عن شخصية
محمد خير الدين الشاعر الحانق المتأثر بما شاهده من آثار الزلزال على الناس والمجال،
بأسلوب السخرية والرفض. كما نشرت له دار )سوي
(Seuil روايته الشعرية
"الجسد السالب" الذي اعتمد فيه أسلوبه الثائر عبر سرد شعري يحبس الأنفاس.
أيضا جمع سنة 1969 قصائد تعكس إحساساً حاداً باليأس والتمرد في ديوانه الشعري
" شمس عنكبوتية".
بعد عودة محمد خير الدين إلى المغرب سنة 1967، اصدر ديوان شعري جديد سماه "انبعاث الورود البرية". كما واظب على نشر نصوص متفرقة في "جريدة المغرب الفرنكوفونية" التي كانت تصدر في الثمانيات من القرن الماضي، وهي النصوص التي شكلت نواة رواية جديدة غاص فيها عميقاً في أصوله الأمازيغية الغابرة ونشرتها كالعادة دار )سوي (Seuil الفرنسية سنة 1984، تحت عنوان "أسطورة وحياة أغونشيش". ثم ديوان "كان يا مكان زوجين سعيدين". وقد تتالت أعماله منذ بدبياته التي نشرتها دار )سوي (Seuil ومنها:
* الملك 1966 Le Roi
* أكادير 1967 Agadir
* الجسد السالب 1968 Corps négatif
* شمس عنكبوتية 1969 Soleil arachnide
* أنا الحاد الطباع 1970 Moi l'aigre
* النباش 1973 Le Déterreur
* هذا المغرب 1975 Ce Maroc
* رائحة المانتيك Une odeur de mantèque, 1976
* حياة وحلم شعب دائم التيهان Une vie, un rêve, un
peuple, toujours errants, 1978
* انبثاق الأزهار المتوحشة Résurrection des fleurs
sauvages, 1981
* أسطورة وحياة أكونشيش Légende et vie
d'Agoun'chich, 1984
* كان يا مكان زوجين سعيدين Il était une fois un
vieux couple heureux, 1993
وكما هو معلوم بعد عودة محمد خير الدين إلى المغرب سنة 1967،
استقر بالرباط وعاش فيه حتى وفاته سنة 1995، بعد مرض عضال، لتبقى أعمال اطائر الازرق عنوان لشاعر أمازيغي ثائر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.