اتفاقية الشعوب الأصلية وعلاقتها بالقضية الامازيغية - مشروع حزب تامونت للحريات

 مشروع حزب تامونت للحريات

الموقع الرسمي لحزب تامونت للحريات.

أحدث المواضيع

الأربعاء، 7 أغسطس 2019

اتفاقية الشعوب الأصلية وعلاقتها بالقضية الامازيغية


اتفاقية الشعوب الأصلية والقضية الامازيغية
بقلم: علي وجيل
الرباط لتاريخ 2018/12/14.


طالبت جمعية تاماينوت مؤخرا الدولة المغربية بالمصادقة على اتفاقية الشعوب الأصلية واحترام الحقوق الجماعية للأمازيغ في الأرض
وتبعا للخطورة التي تنطوي عليها مقتضيات اتفاقية الشعوب الاصلية على القضية الامازيغية والتي من شأنها هدم الأسس الحقيقية المؤسسة للنضال الأمازيغي.
وحفاظا على اسس القضية الأمازيغية التي تعطيها وهجها وزخمها النضالي بين مناضليها وعموم الجماهير الشعبية فإنه يتعين توضيح ما يلي:

1- الاختصاص الموضوعي لاتفاقية الشعوب الاصلية:
من خلال المقتضيات القانونية لاتفاقية الشعوب الأصلية يتضح ما يلي:
* أن اتفاقية الشعوب الأصلية جاءت في إطار عشرية الأمم المتحدة للشعوب الأصلية من سنة 1994 إلى 2014، والتي تمت المصادقة عليها سنة 2007. وهي الاتفاقية التي تمت صياغتها من مرجعية الوضعية الحقوقية للشعوب الأصلية باعتبارهم أقلية في الدول التي تسيطر عليها شعوب مخالفة لهذه الشعوب الأصلية لغة وثقافة، وذلك من أجل ضمان تمتعها بحقوقها الفردية والجماعية ثقافيا واقتصاديا ولغويا فوق إقليميا داخل نفس البلد.
* أن الاتفاقية المذكورة مخصصة للأقلية الأصلية المحكومة والمضطهدة من جهة والأكثرية المستعمرة والحاكمة للأقلية من جهة أخرى.
* أن نضالات الشعوب الأصلية من مرجعية اتفاقية الشعوب الأصلية يصبغ عليها لدى المنتظم الدولي صبغة نضال أقلية أو أقليات عرقية أو دينية أو هما معا مضطهدة ضد أغلبية مختلفة عنها حاكمة ومتسلطة عليها في الدولة الواحدة.
* أن نضالات الشعوب الاصلية من مرجعية الاتفاقية المذكورة تسعى الى تمكين الأقليات من ممارسة حقوقها في إطار حكم ذاتي أو شكل من الأشكال الذي سيدمجها في الهوية الجماعية للدولة المسيطرة وتحت سيادتها.
* أن نضال الشعوب الأصلية من مرجعية اتفاقية الشعوب الأصلية ينهل من منظومة حقوقية مرتبطة بخصوصياتها الخاصة داخل نظام سياسي قائم على خصوصيات عامة غير مختلف عليها وسؤال طبيعة وشكل النظام السياسي غير مطروح بسبب استعداد هذه الأقليات للتعايش والتفاعل معه ومن داخله بمجرد الاستجابة لمطالبها الخاصة.

2- خصائص القضية الامازيغية:
بالنظر للخصائص الموضوعية لاتفاقية الشعوب الأصيلة اعلاه نجد بأن وضع الشعب الأمازيغي في المغرب وشمال أفريقيا يتجاوز مقتضياتها بكثير ولا يمكن لها أن تستوعب أو تختزل فيها للأسباب التالية:
*الأمازيغ هم الشعب المغربي بدون استثناء فوق ارضهم من طنجة الى الكويرة وليس أقلية معزولة في منطقة محدودة ومعروفة داخل المغرب.
* الأمازيغ ليسوا شعبا مستعمرا من طرف شعب آخر يمثل أغلبية أو أقلية الى جانب الامازيغ داخل المغرب.
* الأمازيغ تمكنوا من الحفاظ على استقلالهم منذ ما يزيد عن 9.000 ق.م مرورا بالملك أنتي وغيره كما تمكنوا من الاستقلال عن الفينيقيين والرومان والوندال والبيزنطيين، ثم عن العرب أيضا سنة 740م والبرتغال واسبانيا وفرنسا، ويحكمهم حاليا أقلية سياسية من المغاربة الأمازيغ المستلبين هوياتيا عن علم بالنسبة للبعض تبعا لمصالحها وعن جهل بالنسبة للبعض الآخر من فرط الادلجة، بعناصر هوية جماعية وافدة لا علاقة لها بالأمازيغ، وبدعم من قوى خارجية (فرنسا وأمريكا العرب إسرائيل تركيا ايران...)

3- التحديات:
وعليه فإن جمعية تاماينوت وكل مناضلي القضية الامازيغية مدعوين لمراجعة تقييمهم للاتفاقية المذكورة والقطع مع خطاب المظلمة التقزيمي للقضية الامازيغية في اتجاه:
* تجنيب حشر الأمازيغ في مفهوم الأقلية وضمن مقتضيات قانونية دولية أضيق من مقاس وحجم قضيتهم.
* تجنب ترسيخ معطى وجود الأمازيغ كأقلية في مناطق معينة فقط في المغرب ووجود عرق آخر في مناطق أخرى مغربية.
* تجنب ترسيخ وجود مناطق أمازيغية وأخرى غير أمازيغية في المغرب.
* تفادي اعتبار القضية الامازيغية مجرد قضية حقوق إنسان (أرض لغة ثقافة) غير معترف بها من طرف بلد له أيديولوجيته وهويته الجماعية الخاصة به. عوض قضية وجود سياسي وسيادي لشعب على أرضه.
* النضال من أجل إدراج القضية الأمازيغية في المنتظم الدولي في إطار تصفية الاستعمار الجديد المتمثل في التحويل الجنسي، من خلال احتلال خصائص الهويات الوافدة لخصائص الهويات الوطنية واستعمال الاقلية السياسية الحاكمة للهويات الوافدة لاستدامة تحكمها وتسلطها ومصالحها الطبقية.
* فضح الخصوصيات التي المفروضة غصبا على الهوية الجماعية والتي يسعى النظام والسلفية العربية والقومية العربية مجتمعين لفرضها حصريا على الهوية الجماعية للمغاربة والتي تتحدد في العروب والإسلام.
* إبراز الخصوصيات الحقيقية التي تشكل الهوية الجماعية للمغاربة والتي تتحدد في الأرض (أرض المغرب ببحره ومحيطه ووديانه وجباله وسهوله وصحرائه وأراضيه المحتلة من طرف اسبانيا والبرتغال) واللغة (أمازيغيته ودارجته).
* عدم اعتبار عنصر العرق والدين محددان للهوية الجماعية للمغاربة ولأي أمة أخرى، لانهما عنصران عابران لجميع الهويات الجماعية في العالم، ذلك أننا نجدهما مجتمعين في الأمة الواحدة (الانجليزية او الفرنسية أو العربية أو الصينية أو الامازيغية...) مسلمين ويهود ومسيحيين وبيض وسود وصفر في كل الهويات، ورغم ذلك يستميتون في الدفاع عن مصالح وطنهم حد الموت. والأمثلة عن ذلك كثيرة، من قبيل الجندي (المسلم والمسيحي واليهودي، الأبيض والأسود والأصفر) الأمريكي الذي هاجم وقتل نظيره العراقي والسوري والافغاني، وكذا الفرنسي المسلم والمسيحي واليهودي والاسود والابيض والاصفر الذي نزل تقتيلا في السوري والعراقي والليبي والمالي وقس على ذألك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.