مسلمات وتحديات وطنية
بقلم علي وجيل
الرباط 2019/02/20
هناك مسلمات يجب أن نعيها جميعا كسياسيين أمازيغ مورس
عليهم الإقصاء والتهميش والكولسة والتدجين العقائدي والأيديولوجي، حد الاستلاب الهوياتي
المشكل لدرجة الحضيض في الوعي بالذات اولا وبالهوية الجماعية ثانيا:
الأحزاب السياسية:
الاحزاب السياسية هي أسمى تنظيم ابتدعته الإنسانية
لتمكين المواطنين من الاصطفاف فيها وفق قناعاتهم الايديولوجية للمنافسة حول السلطة
بطرق ديموقراطية وسلمية، وبالتالي فإن الخطاب الحالي الذي يفرغ جاب غضبه على
الأحزاب السياسية كإطار وكمفهوم ويصفها بالدكاكين السياسية، عوض توجيهه مباشرة
للداء الذي يتحدد في النخب السياسية التي أفسد العملية السياسية، من خلال
ممارساتهم السياسية التيئيسية، هو خطاب يصب في مصلحة:
* التحكم والاستبداد لأنه يساهم في
تنفير الناس من السياسة والأحزاب السياسية والانسحاب من المنافسة والتدافع السياسي
الضامن للتوازن، مما يمكن المخزن من التمدد ليحتل المساحات التي من المفروض أن
تحتله الاحزاب السياسية.
* استمرار تحكم النخب السياسية
الفاسدة في الأحزاب السياسية وتطبيعها مع المخزن مصالحيا وبالتالي استدامة الفساد
والتحكم والاستبداد.
مقاطعة التسجيل في اللوائح الانتخابية:
تعتبر مقاطعة التسجيل في اللوائح الانتخابية هدية ثمينة
للمخزن وللنخبة السياسية لانها تمكنهم من:
* ضبط وتوجيه الاستشارات الشعبية،
لأن عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية مقدور عليه ترابيا من حيث التقطيع
الانتخابي وتنفير الناس من التسجيل في اللوائح الانتخابية وبالنظر لنوعية المسجلين
(جزء كبير قابل للبيع والشراء. جزء كبير آخر خاضع لتوجهات المخزن خوفا أو مصالحيا.
جزء آخر مؤدلج دينيا يشكل قاعدة انتخابية قارة لتجار الدين. جزء آخر مسيس مرتبط بأحزابه
مصالحيا أو عن قناعة. اخيرا جزء آخر مسجل في اللوائح ومقاطع للتصويت عن قناعة
أو لا مبالات)، ثم من خلال الحياد السلبي للدولة في الحملات الانتخابية وفي يوم
التصويت.
* تسويق المخزن لشرعية الاستحقاقات الشعبية
دوليا لان أغلبية العدد المحدود من المسجلين في اللوائح قد شاركوا فيها. خاصة ان
المنتظم الدولي لا يأخذ برأي الغير المسجلين في اللوائح الانتخابية لانه اعطي لهم
الخيار في ذالك من جهة ويصعب تحديد من لم يتسجل فيها بسبب المقاطعة أو بسبب
اللامبالات من جهة اخرى.
التغيير في المغرب:
التغيير في المغرب لحد الآن تم التعاطي معه من مرجعيتين:
* مرجعية الاشتراكية العربية التي تأطر
رودها في فكر القومية العربية المعادي لكل ما هو غير عربي (الأمازيغية الكنعانية
القبطية الآشورية الآرامية الكردية...) والتي جعلت من تحقيق الوحدة العربية وتعريب
الإنسان والمحيط الهدف الاستراتيجي الأول قبل تحقيق الاشتراكية. ولا يزال هذا
التيار المعادي الأول للامازيغية إلى جانب التيار المحافظ والسلفي والليبرالي.
* مرجعية اليسار الأممي التي أسس
لها السرفاتي لتجاوز التوجه الاقصائي لليسار العربي. غير أن هذه المرجعية سقطت في
نفس الحضور ونفس مطب اليسار العربي من خلال ترويج اقطابه له من مرجعية عروبية بسبب
بنيتهم الفكرية التي تاطرت في فكر القومية العربية. لتتحول من اليسار العربي إلى
اليسار الأممي العربي. ومن الأدلة على ذالك استمرارهم في اعتبار قضية تحرير فلسطين
قضيتهم الوطنية الاولى رغم استمرار المغرب تحت الاحتلال الاسباني لأن فلسطين
قضية العروبة. عدم التضامن مع الكورد في حقهم في تقرير مصيرهم لأنه ضد العروبة؛
عدم التضامن من الباسط في حقهم في تقرير مصيرهم لأنه سيجعل باقي الشعوب التي تئن
تحت احتلال القومية العربية على المطالبة بحقها في تقرير مصيرها. مساندتها لحق
البوليساريو في تقرير مصيرها فوق أرض مغربية أمازيغية لانها تريد إقامة كيان عروبي.
* التغيير في المغرب يجب أن يرتكز
على العمل من أجل المغرب المغربي الشمال إفريقي الأممي المتضامن إنسانيا مع قضايا
الشعوب المقهورة على قدم المساوات مغرب معتز بحضارته وعراقته وبهويته الجماعية
المكونة من عناصرها القاعدية الممثلة في الأرض واللغة والإنسان الذي يتحدث هذه
اللغة فوق ارضه ادوالتي تشكلت عراقة حضارته بفضله. علما أن عناصر الدين والعرق
واللون لا تدخل ضمن العناصر القاعدية للهوية لانها عناصر عابرة للهواتف إذ نجد
المسيحي والمسلم واليهودي والبودي والزراديشتي واللاديني والاسود والأبيض والأصفر
وكذا الاصل الإفريقي والاسوي والأمريكي والاسترالي والاوروبي في الهوية الجماعية
الواحدة ورغم ذلك لا يمنعها من إعلان الحرب على هوية جماعية أخرى حفظا لمصالح
دولتها أرضا ولغة وإنسان.
استقلال الأمازيغ عن العرب:
قاوم الامازبغ (مغاربة اليوم) العرب بعد استعمارهم
للمملكة الموريطانية (مغرب اليوم) الممتدة من طنجة الى تخوم الصحراء في موريطانيا
اليوم وبمحادات الدولة النوميدية فوق التراب الجزائري وتونس، وذلك سنة 704م
وتمكنوا من الاستقلال عنهم سنة 744م بقيادة ميسرة المطغري وتأسيس اول دولة
امازيغية اسلامية في المغرب بقيادة ميسرة المطغري نفسه بعض القضاء النهائي على
العرب في طنجة وسوس، اي بزعيم غير خاضع لشرط السنة في الخلافة (الانتماء لقريش) أو
لشرط الشيعة في الخلافة (الانتماء لآل البيت).
أيضا قامت القبائل الأمازيغية بعد ذلك بتأسيس امارات
وسلطنات معتمدة في ذلك على العنصر الديني باعتباره مصدرا للشرعية ولقوة التغلغل
الشعبي والبحث اضافة لانتحال انساب لقريش أو لآل البيت لتقوية حظوظ الظفر بالسلطة
دينيا خاصة مع ظهور المد السني والشيعي.
وعليه اسست قبائل تامسنا الدولة البورغواطية؛ وقبائل بني
ازناسن الدولة المرينية؛ وقبائل لمثونة بالاطلس الدولة الموحدية؛ وقبائل الجنوب
الدولة المرابطية؛ وقبائل آيت اوريبل (اوربة) دولة الادارسة؛ وقبائل تازة دولة
بوحمارة؛ وقبائل تافيلالت الدولة العلوية.
الربط العضوي الجديد بالعروبة:
خططت فرنسا وانجلترا لاضعاف وتفتيت الإمبراطورية
العثمانية فخلقا القومية العربية لتشتيتها فنظما لروادها من المشرق اول مؤتمر
للقوة العربية بباريس نهاية القرن التاسع عشر وبفضلها:
* تمكنت انجلترا من خلق كيانات
بحدود وهمية بالشرق الأوسط.
* تمكنت فرنسا من خلق كيانات بحدود
وهمية بشمال افريقيا.
* نمكنت فرنسا من ربط المغرب الذي
ظل مستقلا عن الدولة العثمآنية حتى سنة 1912 بالمشرق، ليسهل عليها السيطرة عليه
وحفظ مصالحها به لأنه يعرف أن الأمازيغ لن يقوموا بهذا الدور ابدا، وانه لابد لها
من وضع نظام حكم يقصي الامازيغ والامازيغية الذي سيقاومه الامازيغ لا محالة كما،
قال دوكو نفسه، بالنظر لتاريخهم المقاوماتي لكل الغزاة سواء منهم الفينيقيين أو
الرومان أو الوندال أو البيزنطيين أو العرب أو البرتغال أو الإسبان أو فرنسا أو
غيرهم، نظام حكم سيحتاج لحماية فرنسا، وقد تمكنت من القيام بذلك عن طريق
تعريبه من خلال:
* إرساء أسس التعريب الرسمي للمغرب
من خلال: أحداث بيرو إعراب في كل القبائل التي يخضعونها ومدارس تدرس اللغة
الفرنسية والعربية وتشجيع الزوايا والأضرحة والمواسم الدينية.
* بناء فرنسا لجسور بين أقطاب
الحركة الوطنية الذين تأطروا في الفكر السلفي وبين أقطاب القومية العربية وعلى
رأسهم شكيب أرسلان انطلاقا من مؤتمر طنجة مما جعلهم يتبنون القومية العربية كادات
للتحرير الشكلي للمغرب وربط مصيرهم من جديد بمصير الشرق.
التحديات الآنية المفروضة على المغاربة:
* ضرورة تسجيل أكبر عدد من
المواطنين في اللوائح الانتخابية لجعل نسبة المشاركة في الاستشارات الشعبية في
ادناها والمقاطعة في أعلاها بالنسبة لدعاة مقاطعة الانتخابات لأن المقاطعين يوجدون
في الأغلبية الصامتة الغير المسجلة والغير المنظور لرايهم رغم انسحاب آثار
السياسات العمومية للدولة عليهم، مما سيحرج المخزن أمام المنظمات الدولية ويفرض
عليه مزيد من الانكماش. ومشاركة عالية بالنسبة لدعاة المشاركة في التصويت على
الأحزاب التي تحترم نفسها والمواطنين.
* ضرورة الانخراط في الأحزاب
السياسية ومحاربة النخب السياسية الفاسدة والخالدة وتجديدها من خلال تنزيل مقتضيات
الحكامة التنظيمية الحزبية.
* العمل على تحرير البنية الفكرية
للمغاربة جميعا بدون تمييز من احتلال فكر القومية العربية لبنيته الفكرية وللهوية
الجماعية للمغرب ومصالح المواطنين مع لغتهم وهويتها وتاريخهم الحقيقي.
* العمل على تحرير 22 جزيرة ومدينة
مغربية من الاحتلال الاسباني، عوض سعي المغاربة لتحرير أراضي الغير وارضهم محتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.