انهزام المسؤولين امام فيضان واد موسمي عادي
بقلم علي وجيل
تقرر بناء ملعب وسط واد معروف بفيضاناته رغم الحمولة الثقافية التوعوية لقيمنا الاصيلة التي تحدر من الاعاصير والزراعة والبناء في الشعاب. وصادقت السلطات المحلية والاقليمية على المشروع يا حسرة رغم ما ينطوي عليه من خطورة.
مياه الفيضانات من وفاءها لمكانها بالوادي، عادت اليه لتجد اللامسؤولين احتلوه ولم تتردد في تحريره غير ابهة بما وبمن فيه، فوقعت الفاجعة وجرفت ضحايا ذنبهم سرقة القليل من الفرجة.
االلامسؤولون حضروا في سياراتهم الفارهة لعين الفاجعة محزمين بالبدلات العسكرية،
وعوض القيام بما يفرضه حضورهم بصفتهم العسكرية، من قبيل احضار مروحبات للانارة الليلية والحبال ورجال الاغاثة لمواجهة العدو الذي بطش بالمواطنين وجرفهم وسلب منهم حباتهم، واسعافات اولية لللضحايا ونقلهم على وجه السرعة للمستشفى، ظهروا جميعهم في مشهد:
* مهزوم امام الفيضان عنوانه ترك الضحايا يصارعون الموة طيلة الليل حتى يظهر ضوء الصباح.
* استعراضي بالزي العسكري امام المواطنين الممزوج بالخطاب الديني، من قبيل القضاء والقدر والجلد والتعاضض والدعوة للحرص على نفس الهدوء المعهود.
بكل برودة المنهزم عادوا في سياراتهم الفارهة بزيهم العسكري ليتذثروا في نوم عميق في اسرتهم الدافئة والمكيفة مرتاحي البال، في انتظار ضوء النهار، تاركين المواطنبن في بحث مضني بوسائلهم الخاصة طيلة نفس الليل.
كيف تسمح دولة لنفسها ان يبيت مسؤولون بهذه الانهزامية والبرودة في مناصبهم؟
كيف لدولة ان تسمح لنفسها بعدم محاسبة مسؤولين عن بناء الملعب وعن الاستهتار بارواح المواطنين وتركهم بلا مساعدة للاسراع في العودة لسرير النوم مرتاح البال، فيما المواطنين المستأمنين على سلامتهم مفقودين واخرون يبحثون عنهم ليلا بوسائلهم الخاصة؟
اسئلة من باب الحرقة فقط مادام الجواب معلوم.
في ظل الهوان حد العبث بدون محاسبة، يبقى واجب العزاء لاهل الضحايا واهل القرية وللمغاربة أقل واجب.
إنا أومازيغ:
أكال ك إلا أولكماي (أسيف إقورن) أور تيتكرزت أولا كيس تبنيت، هات أينكر أينكر.
أكال ك إلا أولكماي (أسيف إقورن) أور تيتكرزت أولا كيس تبنيت، هات أينكر أينكر.
مثل امازيغي:
الارض التي بها أفعى (الواد الناشف) لا تزرعها ولا تبني فيا لانه سيفيض اجلا ام عاجلا.
الارض التي بها أفعى (الواد الناشف) لا تزرعها ولا تبني فيا لانه سيفيض اجلا ام عاجلا.
استفيذوا من تقافة اجدادكم ايها المسؤولين.