مبادئ وقيم حزب تامونت للحريات - مشروع حزب تامونت للحريات

 مشروع حزب تامونت للحريات

الموقع الرسمي لحزب تامونت للحريات.

أحدث المواضيع

الخميس، 18 يوليو 2019

مبادئ وقيم حزب تامونت للحريات

اللجنة التحضيرية لحزب تامونت للحريات .
اللجنة السياسية الوطنية.
مبادئ وقيم تامونت للحريات


أولا- تقديم:
حزب تامونت منظمة سياسية نابعة من رحم الشعب المغربي واحتجاجات مجتمعه المدني (نضالات الحركة الامازيغية، نضالات جمعيات حقوق الإنسان، نضالات الحركة النسائية، الحراك من أجل الحريات الفردية والجماعية، الحراك الاجتماعي، الحراك الشعبي الجماهيري...)، وذلك استجابة لملحاحية فكر المشروع السياسي لتجاوز محدودية الفعل الترافعي المطلبي للتنظيمات المدنية، وذلك من أجل:
-تمكين المشهد السياسي المغربي من مشروع مجتمعي مغربي حداثي ديموقراطي وتقدمي، نابع من تربة وحضارة وهوية الشعب باعتباره أمة قائمة الذات بين الأم؛
- تأطير نضالات الشعب المغربي من أجل الديموقراطية ودولة القانون والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل والمنصف للثروة، من خلال مشروع سياسي مغربي وطني حقيقي للمغرب
-مأسسة نضالات الجماهير الشعبية فكريا على اسس وقيم ومبادئ أمتنا الأصيلة، وإعادة الثقة للفعل والنخب السياسية، والتعبئة السياسية للمواطنات والمواطنين الذين لا يجدون أنفسهم في العروض السياسي المهيمن حاليا
-ربط أمجاد الماضي العريق لأمتنا بالحاضر لبناء مستقبل نابع من قيمنا الحضارية. ولا يرهن مصالح المغاربة والمجال والوطن وطنيا وإقليميا ودوليا، بأجندات وقضايا دولية، معالجتها يجب أن تتم عبر الاصطفاف إلى جانبها إنسانيا وأمميا، ووفقا للشرعية الدولية
-طرح  بديل حداثي ديموقراطي  للفكر الاقصائي الشمولي الاستبدادي، سليل الفكر الأحادي المنغلق والأصولية والتقليدانية الجامدة؛ من أجل تغيير منظومة تدبير المجتمع المغربي، والممارسات السياسية اللاديموقراطية واللاشعبية، والتجديد المستدام للنخب السياسية.

لذلك، يقترح حزب تامونت مشروع تنموي وطني شامل ومستدام للإنسان والمحيط؛ للقطع مع السياسات التنموية الاقصائية والتهميشية والتمييزية المعتمدة اجتماعيا واقتصاديا ولغويا وثقافيا وهوياتيا وسياسيا ومجاليا. مشروع مندمج قائم على تنمية اللغة والثقافة والهوية الوطنية الاصيلة وفق قيمه الاصيلة، والتوزيع العادل والمنصف للثرة بشريا ومجاليا مع تشجيع المبادرة الخاصة المسؤولة والمؤطرة بالقانون؛ والربط الجدلي بين التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية والسياسية؛ والربط القانوني التلقائي للمسؤولية بالمحاسبة باعتبارها من النظام العام؛ وتطوير النسق السياسي، للخروج من وضع الجمود والركود الذي يعيق كل الأفكار التنويرية والحداثية والديموقراطية والتنموية.

كما يسعى حزب تامونت لتحقيق مغرب فيدرالي برلماني حداثي ديموقراطي يحترم حقوق الانسان في بعدها الكوني، وينبذ العنف والعنصرية والحكرة، وتمارس فيه الحقوق والحريات الفردية والجماعية تحت طائلة القانون. مغرب عادل اجتماعيا، ناجع اقتصاديا، متصالح ومنسجم مع ذاته وهويته وبعده الجغرافي وتاريخه وحضارته الاصيلة.
وعليه، فان حزب تامونت، باعتباره تنظيم سياسي بتصور وطني فدرالي وإقليمي كونفدرالي في أفق فيدراليته، وبعد أممي، فإنه يسعى من أجل مغرب مغربي، شمال إفريقي، متوسطي، إفريقي وأممي. مغرب قوي، قادر على رفع تحديات موقعه ومحيطه الجيوسياسي والتأقلم مع التحولات العميقة السوسيوثقافية التي تعرفها منطقة شمال إفريقيا. مغرب يعمل إلى جانب كل الدول والتنظيمات الحكومية والمنظمات الدولية التي تتقاسم معه نفس الاهداف أمميا وتسعى للسلم والأمن الدوليين، من أجل تحقيق نظام عالمي عادل ومنصف وآمن، يحترم إرادة الشعوب. مغرب يتعامل مع كل الدول على نفس المسافة والندية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وهوياتيا، مع حفظ حقه في الاصطفاف الدولي الى جانب القوى التي تتقاطع مع توجهه الانساني الاممي السلمي والحضاري.

لأجل كل ذلك فحزب تامونت يؤطره مجموعة من القيم والمبادئ التي تتجاوب مع هوية وحضارة المغرب الضاربة في أعماق التاريخ والهيئات والمنظمات الانسانية الدولية.

ثانيا: القيم والمبادئ
1- الفيدرالية:
انسجاما مع تاريخ وحضارة المغرب، خاصة منه مؤسسة أكليد مركزيا ومؤسسة أمغار فدراليا، فإن حزب تامونت يطرح نظام الملكية الفيدرالية البرلمانية للمغرب كبديل للملكية المغربية، باعتباره خيارا مرسخا للقيم الحضارية لشعب، من خلال دستور فيديرالي حداثي ديمقراطي تقدمي، يحدد اختصاصات جميع مؤسسات الدولة بشكل واضح ومحكم وحاسم، ويجعلها تمارس حصريا من داخل الدستور، مع استحضار أزرف المؤسس لمجموعة من الحقوق في التشريع، مما سيعطي قيمة ومعنى للتعاقد بين الناخب والمنتخب، ويؤسس للفصل التام والفعلي بين السلط، وتمكين الشعب من سلطته التقريرية من خلال الاستشارات المنتظمة في قضاياه المصيرية.
فحزب تامونت يرفض وحدانية ومركزية الدولة، ويعتبر الفدرالية مفهوما سياسيا وفلسفيا مجتمعيا، ونموذجا تنظيميا يمكن من خلال مبادئه، من حماية الحقوق الفردية والجماعية، والاستقلال الذاتي للجهات الفدرالية، والتكامل والتضامن البشري والاقتصادي والمالي بينها، والتوزيع العادل والمنصف للثروة الوطنية بينها، وإرساء الديموقراطية الترابية والمجالية والفصل التام بين مهام المركز الفدرالي ومهام الجهات الفدرالية، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي المندمج والمستدام.
لكل ذلك يناضل الحزب من اجل إرساء الملكية الفدرالية البرلمانية كبديل، قائم على معطيات الواقع الإنساني والتاريخي والجغرافي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمغرب والمغاربة.
2-  الديمقراطية
حزب تامونت متشبث بالديمقراطية كخيار للحكم، باعتبارها نظاما سياسيا يركز السلطة بين يدي الشعب الذي يراقب ممارستها تمثيليا، تشاركيا، قضائيا وشعبيا، دون تمييز لأي سبب من أسباب التمييز مهما كان.
لذلك، يدافع الحزب على سيادة الفكر النسبي وعلى الممارسة الفعلية والقانونية للحريات الفردية والجماعية، بما فيها حرية الراي والمعتقد، وعلى استقلالية الخبر في وسائل الإعلام، باعتبار ذلك كله ضامنات للتعايش السلمي والحضاري.
3- دولة الحق والقانون
تشكل دولة الحق والقانون بالنسبة لحزب تامونت، مبدأ من مبادئ الحكامة الاساسية، التي بموجبه يخضع جميع الأشخاص سواء الطبيعيون منهم أو المعنويون للقانون الذي يطبق عليهم بطريقة عادلة، عامة، مجردة ومستقلة.
كما يسعى لتجسيد سيادة القانون فوق الجميع، المؤسس للربط الفعلي والتلقائي للمسؤولية بالمحاسبة بقوة القانون، باعتبار ذلك من النظام العام، وذلك بالشكل الذي ينسجم مع المعايير الدولية في مجال حقوق الإنسان ويجعل القانون أسمى من كل مؤسسة باعتباره التعبير الاسمى لسلطة وإرادة الشعب.
لذلك، فإن الحزب يرفض منهجية التحكيم، لتعارضها مع مبدأ دولة الحق والقانون والحريات؛ ويناضل من أجل شفافية وأنسنة الإجراءات والمساطر القانونية؛ والقطع مع القضاء الاستثنائي؛ والإرساء الفعلي والمطلق لمبدأ المساواة أمام القانون؛ وإقران المسؤولية بالمحاسبة.
كما يضع حزب تامونت العدالة والإنصاف الفردي والجماعي في صدارة القيم التي يؤمن بها، باعتبارها القيمة المميزة للحياة الاجتماعية من جهة وللسلطة التي يجب ان تكون مستقلة ومحايدة وضامنة لكل الحقوق للجميع.
4- حقوق الإنسان
يعتبر حزب تامونت حقوق الانسان من النظام العام، واحترامها الكلي شرطا اساسيا لتحقيق التقدم والسلم والأمن الفردي والجماعي والنظام العادل. وهي قيم لا يمكن تجاهلها أو التعامل معها بانتقائية، بسبب الجنس أو الاصل أو اللون او اللغة أو الدين أو اي سبب آخر من أسباب التمييز، لأنها مترابطة ومتصلة ببعضها البعض وغير قابلة للتجزيئ، ولكونها أممية ومرتبطة بكينونة وكرامة الشخص أينما كان وأينما حل وارتحل.
لذلك فإن حزب تامونت ينبد العنف ويدين كل الجرائم المرتكبة في حق الإنسانية، كجرائم الحروب وانتهاك حقوق الانسان والشعوب، بسبب المآسي والضحايا التي تخلفها في اوساط الشعوب المضطهدة، كما يناضل من اجل احترام حقوق الإنسان وحمايتها وتأصيلها على أرض الواقع وتشديد تجريم انتهاكها لأي سبب وطنيا ودوليا.
5- الحداثة والمواطنة
يعتبر حزب تامونت الحداثة والمواطنة مظهر من المظاهر المترابطة، التي تتجسد في المجتمعات الديمقراطية من خلال الادوات المؤطرة لطبيعة العلاقة السياسية بين المواطن والدولة وبين المواطنين أنفسهم، خاصة منها مجال التربية والتعليم والتكوين النظامي الإلزامي؛ والايمان بالإنسان كإنسان؛ واحترام الحريات وحقوق الانسان؛ والاحتكام الى العقل والديمقراطية، وإلى البحث العلمي الذي انتج الوسائل التي مكنت الانسان من القيام بدوره الإنساني وفهم محيطه الكوني فهما علميا صحيحا.
وفي هذا الإطار فإن الحزب يتبنى الحداثة من أجل القطع مع الجوانب المظلمة في السيرورة التاريخية والحضارية المغربية، خاصة منها تفشي الفكر الميتافيزيقي والمحاكمات الظلامية للنوايا والسرائر والصراعات المذهبية والتعصب والأدلجة الفكرية والعقائدية، ونشر ثقافة التواصل والزهد في الحياة وارجاء المحاسبة للأخرة، واستدامة الفقر والجوع والاقصاء والتهميش، لضمان التبعية والخنوع والخوف.
كما يطرح ايضا مفهوم الدولة الحديثة، كبديل لتقليدانية النسق السياسي للدولة الذي رصد الحداثة لخدمته. وذلك لضمان ممارسة كل فرد لحقوقه الفردية والجماعية بما فيها الحقوق المدنية والسياسية والعقدية وحرية الرأي والتضامن البشري والمجالي؛ والعمل على مقاومة كل أصولية وكل تطرف ديني وعقدي. وإشاعة فكر العلم والعقل والانوار والنسبية والمساوات والتسامح.
6- الدين:
انسجاما مع قيم شعبنا الحضارية التي تمنع على الفقيه التدخل في شؤون القبيلة وتحرص على استقدام من خارج القبيلة لضمان حياده، وتمنع على أمغار التدخل في الشؤون الدينية للقبيلة، فإن حزب تامونت يناضل من أجل التمييز بين المجال العمومي الذي تمارس فيه المواطنة بتجلياتها الانسانية والحضارية المرتبطة اساسا بالحقوق والواجبات الجماعية، وبين المجال الخاص الذي تمارس فيه الحريات الفردية بتجلياتها المرتبطة مباشرة بالاختيارات الشخصية للفرد في حدود القانون
وبالتالي فإن الحزب يناضل من أجل الفصل التام بين الدولة والدين، بحيث لا تمارس الدولة أية سلطة دينية، ولا يمارس الدين أية سلطة سياسية. كما يناضل من أجل الفصل التام بين الدين والسياسة، بحث لا يستعمل السياسي الدين في السياسة، ولا يستعمل المتدين السياسة في الدين.
7- الحرية المساواة والعدالة
يعتبر حزب تامونت الحرية شرطا ضروريا لأي تطور، لأنها تمثل القيمة الأساسية في أي نظام ديمقراطي، فالحرية لا تتجلى فقط في فرد أو شعب متحرر من الخضوع والإكراه والعبودية، بل في استقلالية الفرد وقدرته على التصرف الحر والتلقائي العاقل كمواطن في حياته اليومية، المؤطرة بقانون شعبي ديموقراطي حداثي.
ويعتبر ايضا بأن كل قيمة الحرية والمساواة متلازمان، مما يستوجب تحت طائلة القانون، معاملة الأفراد على قدم المساواة وأن تمتعهم بحريتهم في حدود عدم المساس بحرية الآخر، وان تكون لهم نفس الكرامة والحقوق والواجبات.
كما يعتبر الحزب بأن العدالة هي القيمة التي تمكن كل فرد من المساواة ومن المعاملة العادلة المنصفة. لذلك فهو يناضل من أجل رفع الظلم والتمييز في الحقوق والواجبات الاقتصادية والسياسية واللغوية والثقافية والهوياتية والاجتماعية والبيئية والمجالية، التي يعاني منها الأفراد والجماعات في المغرب.
8- المرأة
تعتبر مأساة وضعية المرأة في مجتمعنا من أهم اسباب تنزيل مشروعنا الحزبي، وذلك للنضال من اجل تحرير المرأة ومساواتها الكاملة مع الرجل بدون تمييز؛ والدفاع عن مصالحها المادية والمعنوية في مجتمعنا الذي سبق أن كرمها وقدرها في تاريخه الحضاري الانساني، حد تنصيبها قائدة وزعيمة له
كما يناضل من اجل إصلاح وتوسيع دائرة حقوقها، ووضع حد لمختلف الضغوطات والتمييز والعنف الرمزي والمادي الذي تتعرض له بشكل يومي في بيتها وفي المدرسة والشارع والعمل، والرفع الكلي لمختلف تحفظات الدولة المغربية على جميع المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بالقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة.
9-  التنمية المستدامة، الثقافة، اللغة 
يعتبر حزب تامونت التنمية المستدامة أساس النمو الاقتصادي العقلاني الذي يسعى للاستجابة لحاجات الافراد والجماعات حاضرا ومستقبلا. لذلك يناضل الحزب من أجل تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي، وبين المحيط بموارد الطبيعية الذي يعتبر تراثا وإرثا يجب أن ينقل بأمانة إلى الأجبال اللاحقة وبالشكل الذي يضمن حقوقها أيضا.
ويعتبر الحزب ايضا الثقافة قيمة أساسية مجتمعية وحضارية، باعتبارها مجموعة من الخصائص المعنوية والروحية والمادية والإبداعية والتواصلية والعاطفية ومجموع الفنون والآداب وطرق العيش والحقوق الأساسية، ومنظومات القيم والتقاليد والمعتقدات، المشكلة للرأسمالية الرمزي المميز للمجموعات البشرية والأمم عن بعضها البعض.
كما يعتبر الحزب اللغة المقياسا الاعلى لكل هوية ثقافية وحضارية، لأنها هي الآلية الرئيسية للتواصل بين افراد الشعب الواحد والتعبير الوجودي الهوياتي عنه بين الامم أيضا.
وبالتالي فإن الحزب يعتبر بأن التنمية المستدامة والثقافة واللغة، عناصر محددة ومؤثرة في النمو الاقتصادي.
10- الهوية الجماعية
الهوية الوطنية الأصيلة، بالنسبة لحزب تامونت هو الوعاء creusé  الذي يستوعب وتنصهرت فيه كل العناصر الوافد عليها، وليست مجرد بناء تنضاف اليه الثقافات الوافدة بعضها إلى بعض، ولا مجرد عنصر بسيط في عملية تفاعل وتلاقح ثقافية بين مجموعة من العناصر عصبها الإسلام والعروبة.
فالهوية الجماعية للمغرب حددت في ما مضى قصرا في البلد العربي هوية وانتماء، الذي هيمن العامل العرقي واللغوي والديني على وضعه. ورغم التخلي عن هذا المفهوم والتسليم بالهوية الجماعية المتعددة للمغرب، بفضل تطور منسوب الوعي الهوياتي للمغاربة بتنوع عناصره، إلا أن هذا المفهوم التعددي للهوية لا زال لم يتجاوز التصور العامي الذي فرض نفسه حتى في أوساط نخبة المثقفين والسياسيين، وتبناه دستور فاتح يوليوز 2011 بدوره، عندما نص بأن الهوية المغربية تتشكل من عدة مكونات وروافد.
فالهوية الجماعية للمغرب بالنسبة لحزب تامونت لا يمكن توصيفها إلا بما يتلائم مع انسجام الشعب المغربي مع خصوصيته وواقعه الذي جعل منه ما هو عليه، وما يميزه أيضا عن باقي الشعوب الأخرى. أي الخصوصية التي تشكل العنصر الذاتي Intrinsèque للهوية من جهة، والتميز الملازم للخصوصية الذي يشكل العنصر الخارجي Extrinsèque للهوية، لأنه عنصر لا يدرك إلا بالاحتكاك والعلاقة مع الشعوب الأخرى
وبالتالي فهوية الشعب المغربي تتحدد بخصوصيته الذاتية التي تجعل منه شعبا مغربيا وجوديا، لكونها تجسد المشترك العام لجميع المغاربة باختلاف توجهاتهم الفكرية والدينية والطبقية وغيرها، التي تميزه عن باقي شعوب العالم خارجيا.
لذلك، فإن الهوية الوطنية المغربية بالنسبة لحزب تامونت، كما هو شأن باقي هويات بلدان شمال افريقيا، وبلغة الواقع والتاريخ والجغرافية، تتحدد في اتخاذها للسانين في التعبير، وأن هذه الثنائية اللغوية ليست ولم تشكل أبدا مانعا امام تحقيق الوحدة الثقافية والوطنية للمغرب في تعدد عناصرها.
11-  شمال إفريقيا
تتميز شمال إفريقيا بتقاسمها لنفس العناصر الهوياتية لغويا وبشريا وثقافيا وجغرافيا وحضاريا؛ وبارتباط وتشابك مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية والامنية؛ وبتكامل عناصرها الاقتصادية، وبوحدة مصيرها وآمالها وآلامها
لذلك يناضل حزب تامونت من اجل تحقيق الكونفدرالية بين مختلف بلدان شمال إفريقيا، باعتبارها مدخلا اساسيا وسليما لتحقيق النظام الفدرالي بين دولها.
كما يعتبر الحزب بأن كونفدرالية شمال افريقيا في أفق فيدراليتها، هو الإطار السياسي الراهني، القادر على ضمان السلم والأمن وتحقيق الرخاء والنمو الاقتصادي والاجتماعي لشعوبها؛ وضمان حماية مجالها؛ والنهوض بالوعاء اللغوي والثقافي لهذا الفضاء الجغرافي الواحد بحكم التاريخ والسوسيولسني بين الامم.
12- المجتمع الدولي
يناضل حزب تامونت من مرجعيته الأممية الانسانية من اجل نظام عالمي جديد عادل ومنصف، يقوم على التعاون والتضامن والتكامل بين شعوبه واحترام إرادة الشعوب وأمن وسيادة الدول سياسيا واقتصاديا وبيئيا، كما يساند الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختصة في دورها الانساني، ويدعو لإصلاحها للقطع مع نظام القطبية الدولية المدمر، سواء منه نظام القطب الوحيد الحالي أو الثنائي السابق أوالمتعدد، حتى يتسنى لها رفع التحديات الدولية أمنيا انسانيا وتنمويا وبيئيا، حاضرا ومستقبلا.
ويدعوا المجتمع الدولي إلى مراجعة المفهوم الحالي المتعلق بالهوية الجماعية للمغرب ومساندة المغرب من هذا المنطلق، في المعركة التي يخوضها الشعب المغربي من اجل استرجاع حقوقه الهوياتية والجغرافية المغتصبة، واستكمال وحدته الترابية، وجلاء المستعمر على مختلف أراضيه التي لا تزال تئن تحت نير الاستعمار.
13- مفهوم التغيير
يعتبر حزب تامونت بأن التغيير كقيمة لا يمكن أن يتحقق إلا من طرف الشعب كله، لأجل ذلك فالحزب يطرح مشروعا للتغيير الإيديولوجي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
وإذ يعي الحزب بأن ميزان القوى ليس جامدا، وبان وجود مغرب جديد وأفضل ممكن، وأن التحولات الاجتماعية يطبعها دائما البطيء، وبأن الصراع السياسي يتطلب النفس الطويل، فانه يسعى للمساهمة في تغيير المجتمع المغربي مع الشعب وبواسطة الشعب بالآليات الديموقراطية.
14- الاطار التنظيمي
حزب تامونت يعتبر نفسه من الدعامات التنظيمية التي تسعى للرفع من منسوب الوعي السياسي للشعب المغربي، من خلال تبنيه للمبادئ القيم الضامنة للحكامة والديموقراطية الداخلية ومنها:
- مبادئ وقيم العمل السياسي النبيل، المحددة أساسا في بناء العلاقة بين المنخرطات والمنخرطين على اساس الاحترام وفكر النسبية وجدلية الحقوق والواجبات والالتزام القائم على الاخلاقيات السياسة. كما يؤكد بأن القرارات الصائبة تنبعث من التفاعل وتبادل الآراء، والفكر والعمل الجماعي والأداء الجيد لأعضائه والمناقشة الحرة داخليا؛ والتحلي بروح المسؤولية والنقد البناء والنقد الذاتي واعمال الاليات الديموقراطية.
- مبادئ وقيم الانضباط الحزبي، باعتبارها قيمة أساسية للتنظيم وللعمل على استقرار بنياته واستمراريته، ولضمان فاعليته، وذلك من خلال احترام توجهاته ومبادئه والقرارات التي تخذها أجهزته التقريرية بشكل حرية واستقلالية وديمقراطي.

وعليه، فحزب تامونت باعتباره تنظيما سياسيا مغربيا ديموقراطيا حداثيا وتقدميا، فإنه يتوخى توحيد الصفوف ويدعوا كافة المواطنات والمواطنين، الذين يؤمنون باختياراته ومبادئه، باختلاف ألسنهم وتوجهاتهم العقائدية وألوانهم، أن يلتحقوا بهدفه النضالي الأسمى، لجمع شتات المناضلين الغيورين على تاريخ وحضارة وهوية وثروات المغرب التي تجمعهم، والفعل الايجابي في حاضره لبناء مستقبله؛ وقطع الطريق أمام الانتهازية والريع السياسي؛ وارساء أليات التواصل اليومي مع المواطنات والمواطنين من أجل تكوينهم وتأطيرهم ليصبحوا فاعلين ومؤثرين في الحياة السياسية وفي كل القرارات المتعلقة بمستقبل البلاد وأوضاع المواطنات والمواطنين، وصولا للقطع مع التهميش والاقصاء والحكرة والتوزيع العادل والمنصف لثروات البلاد.

الرباط بتاريخ 14/04/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.